للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المُؤْمِنَاتِ يَشْهَدْنَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَاةَ الفَجْرِ، مُتَلَفِّعاتٍ بِمُرُوطِهِنَّ ثُمَّ يَنْقَلِبْنَ إلَى بُيُوتِهِنَّ حِينَ يَقْضينَ الصَّلَاةَ لَا يَعْرِفُهُنَّ أحَدٌ مِنَ الغَلَسِ. رَوَاهُ الجَمَاعَةُ (١)، وَللْبُخَارِيِّ (٢): وَلَا يَعْرِفُ بَعْضَهُنَّ بَعْضًا). [صحيح]

قوله: (نساء المؤمنات) صورته صورة إضافة الشيء إلى نفسه، واختلف في تأويله وتقديره. فقيل: تقديره نساء الأنفس المؤمنات. وقيل: نساء الجماعات المؤمنات. وقيل: إن نساء هنا بمعنى الفاضلات، أي فاضلات المؤمنات، كما يقال: رجال القوم أي فضلاؤهم ومقدَّموهم.

وقوله: (كن) قال الكرماني: هو مثل أكلوني البراغيث؛ لأن قياسه الإفراد وقد جمع.

قوله: (متلفّعات) هو بالعين المهملة بعد الفاء، أي متجلّلات ومتلففات.

والمُرُوط جمع مِرْط (٣) بكسر الميم: الأكسية المعلمة من خَزٍّ أو صوف أو غير ذلك.

قوله: (لا يعرفهن أحد)، قال الداودي (٤): معناه ما يعرفن أنساءٌ هنّ أم رجال. وقيل: لا يعرف أعيانهن.

قال النووي (٥): وهذا ضعيف لأن المتلفّعة في النهار أيضًا لا يعرف عينها فلا يبقى في الكلام فائدة، وتعقب بأن المعرفة إنّما تتعلق بالأعيان، ولو كان المراد الأول لعبّر عنه بنفي العلم.

قال الحافظ (٦): وما ذكره من أن المتلفعة بالنهار لا يعرف عينها فيه نظر؛ لأن لكل امرأة هيئة غير هيئة الأخرى في الغالب ولو كان بدنها مغطّى. قال الباجي (٧): وهذا يدلّ على أنهن كنّ سافرات؛ إذ لو كنّ متقنعات لكان المانع من المعرفة تغطيتهن لا التغليس.


(١) أحمد (٦/ ٣٣)، والبخاري رقم (٥٧٨)، ومسلم رقم (٦٤٥)، وأبو داود رقم (٤٢٣)، والترمذي رقم (١٥٣)، والنسائي (١/ ٢٧١)، وابن ماجه رقم (٦٦٩).
(٢) في "صحيحه" رقم (٣٧٢).
(٣) "القاموس المحيط" (ص ٨٨٧).
(٤) ذكره النووي في شرحه لمسلم (٥/ ١٤٤).
(٥) في "شرحه لصحيح مسلم" (٥/ ١٤٤ - ١٤٥).
(٦) في "الفتح" (٢/ ٥٥).
(٧) في "المنتقى شرح موطأ الإمام مالك" (١/ ٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>