كتاب نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار - ت حلاق

[الباب الرابع عشر] باب بيان أن من أدرك بعض الصلاة في الوقت فإنه يتمها ووجوب المحافظة على الوقت - [الكلام على إعادة الصلاة في جماعة] - ج: 3 - ص: 169

بحديث يزيد بن الأسود عند أحمد (١) وأبي داود (٢) والترمذي (٣) والنسائي (٤) والدارقطني (٥) وابن حبان (٦) والحاكم (٧) وصححه ابن السكن (٨) بلفظ: "شهدت مع النبيّ ﷺ حجّته فصلّيت معه الصبح في مسجد الخيف فلما قضى صلاته وانحرف إذا هو برجلين في آخر القوم لم يصلّيا معه فقال: عليّ بهما فجيء بهما ترعد فرائصهما، [قال] (٩): ما منعكما أن تصلّيا معنا؟ فقالا: يا رسول الله إنّا قد كنّا صلينا في رحالنا، قال: فلا تفعلا، إذا صلّيتما في رحالكما ثم أتيتما مسجد الجماعة فصلّيا معهم فانها لكما نافلة"، قال الشافعي في القديم (١٠): إسناده مجهول، لأن يزيد بن الأسود ليس له راوٍ غير ابنه ولا لابنه جابر راوٍ غير يعلى.

قال الحافظ (١١): يعلى من رجال مسلم، وجابر وثّقه النسائي وغيره، قال: وقد وجدنا لجابر راويًا، غير يعلى، أخرجه ابن منده في المعرفة.

ومن حجج أهل القول الثاني حديث الباب (١٢) فإنه صريح في المطلوب ولأن تأدية الثانية بنية [الفريضة] (١٣) [يستلزم] (١٤) أن يصلّي في يوم مرتين، وقد ورد النهي عنه من حديث ابن عمر مرفوعًا: "لا تصلّوا صلاة في يوم

---

(١) في "المسند" (٤/ ١٦٠، ١٦١).
(٢) في "سننه" رقم (٥٧٥، ٥٧٦).
(٣) في "سننه" رقم (٢١٩)، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
(٤) في "سننه" (٢/ ١١٢ - ١١٣ رقم ٨٥٨).
(٥) في "سننه" (١/ ٤١٣ - ٤١٤).
(٦) في "صحيحه" رقم (١٥٦٤).
(٧) في "المستدرك" (١/ ٢٤٤ - ٢٤٥).
وقال: هذا حديث رواه شعبة، وهشام بن حسان، وغيلان بن جامع، وأبو خالد الدالاني، وعبد الملك بن عمير، ومبارك بن فضالة، وشريك بن عبد الله وغيرهم، عن يعلى بن عطاء، وقد احتجّ مسلم بيعلى بن عطاء. ووافقه الذهبي.
(٨) كما في "التلخيص" (٢/ ٢٩).
قلت: وأخرجه الطيالسي رقم (١٢٤٧)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (١/ ٣٦٣)، والطبراني (ج ٢٢ رقم ٦٠٨، ٦٠٩، ٦١٠، ٦١١، ٦١٢، ٦١٣، ٦١٤، ٦١٥، ٦١٦، ٦١٧)، وابن خزيمة في "صحيحه" رقم (١٢٧٩) من طرق.
(٩) في (ب): فقال.
(١٠) انظر: "السنن الكبرى" (٢/ ٣٠٢)، و"معرفة السنن والآثار" (٣/ ٢١٤).
(١١) في "التلخيص" (٢/ ٢٩).
(١٢) رقم (٥٩/ ٤٧٦) من كتابنا هذا.
(١٣) في (ب): [الفرضية].
(١٤) في (جـ): (تستلزم).