وهو حديث حسن. وأخرج أبو داود في "سننه" رقم (٥٩٢) عن أمّ ورقة بنت عبد الله بن الحارث بهذا الحديث، والأول أتمّ، قال: وكان رسول الله ﷺ يزورها في بيتها وجعل لها مؤذنًا يؤذن لها، وأمرها أن تؤمّ أهل دارها. قال عبد الرحمن - بن خلاد - فأنا رأيت مؤذنها شيخًا كبيرًا، وهو حديث حسن. والحق في هذه المسألة ما قاله أبو الطيب صديق حسن خان في "الروضة الندية" (١/ ٢٢٣) بتحقيقي: "ثم الظاهر أن النساء كالرجال، لأنهن شقائقهم، والأمر لهم أمر لهن، ولم يرد ما ينتهض للحجة في عدم الوجوب عليهن، فإن الوارد في ذلك في أسانيده متروكون، لا يحل الاحتجاج بهم، فإن ورد دليل يصلح لإخراجهن فذاك وإلا فهن كالرجال" اهـ. قال الشافعي في "الأم" (٢/ ٦٦ رقم ١١٠٩): "ولا تجهر المرأة بصوتها، تؤذن في نفسها، وتُسمع صواحباتِها إذا أذنت، وكذلك تقيم إذا أقامت … ". (١) أورد الديلمي في "مسند الفردوس" رقم (٦٩٢٧) من حديث أنس، والشجري في "أماليه" (١/ ٤٤). (٢) زيادة من (جـ). (٣) أحمد (٥/ ٥٣)، والبخاري رقم (٦٨٥)، ومسلم رقم (٦٧٤). قلت: وأخرجه أبو داود رقم (٥٨٩)، والترمذي رقم (٢٠٥)، والنسائي (٢/ ٨ رقم ٦٣٤)، وابن ماجه رقم (٩٧٩). (٤) في "صحيحه" رقم (٦٥٨).