والخلاصة إن حديث ابن عباس صحيح. وانظر "الصحيحة" رقم (١٨٠٦) و (٢٤٢٥). • الكوبة: هي الطبل. كما جاء مفسرًا في حديث ابن عباس … وجزم به الإمام أحمد، واعتمده ابن القيم في "الإغاثة"، قال: "وقيل: البربط". والبربط: ملهاة تشبه العود، فارسي معرّب وأصله (بَرْبَت)؛ لأن الضارب به يضعه على صدره، واسم الصدر: بَر. "نهاية". وقال الخطابي في "المعالم" (٥/ ٢٦٨). "و (الكوبة) يُفسر بـ (الطبل) ويقال: هو (النرد)، ويدخل في معناه كل وتر ومزهر ونحو ذلك من الملاهي والغناء". وفيها أقوال أخرى نقلها الشيخ أحمد شاكر ﵀ في التعليق على "المسند" (١٠/ ٧٦) ثم قال: "وأجود من كل هذا وأحسن شمولًا قول أحمد في كتاب "الأشربة" (ص ٨٤/ ٢١٤) يعني بـ (الكوبة) كلّ شيء يكبّ عليه". • واعلم أخي القارئ أنَّ الأحاديث المتقدمة صريحة الدلالة على تحريم آلات الطرب بجميع أشكالها وأنواعها، نصًا على بعضها كالمزمار والطبل والبربط، وإلحاقًا لغيرها بها، وذلك لأمرين: (الأول): شمول لفظ (المعازف) لها في اللغة كما تقدم بيانه. (والآخر): أنها مثلها في المعنى من حيث التطريب والإلهاء. • قال ابن القيم في "إغاثة اللهفان" عقب حديث (المعازف) ما مختصره (١/ ٢٦٠ - ٢٦١):) ووجه الدلالة أن (المعازف) هي آلات اللهو كلها، لا خلاف بين أهل اللغة في ذلك، ولو كانت حلالًا لما ذمهم على استحلالها، ولما قرن استحلالها باستحلال الخمر والحر … وقد توعد مستحلي (المعازف) فيه بأن يخسف الله بهم الأرض، ويمسخهم قردة وخنازير، وإن كان الوعيد على جميع هذه الأفعال، فلكل واحد قسط في الذمِّ والوعيد". وعند الحديث (٤٤/ ٣٥٥٨ - ٥١/ ٣٥٦٥) من كتابنا هذا سوف نتكلم بتفضيل أكثر فانظره مشكورًا. (١) انظر: "التقريب" للحافظ رقم (٨١٩٨). (٢) انظر: "التقريب" للحافظ رقم (١٠١٤). وانظر رقم (٥٦٤١) ورقم (٨٣٣٦).