وأما جمال الأسماء: فإنها كلها حسنى، بل هي أحسن الأسماء وأجملها على الإطلاق؛ فكلها دالة على كمال الحمد والمجد والجمال والجلال، ليس فيها أبدًا ما ليس بحسن ولا جميل. وأما جمال الصفات: فإن صفاته كلها صفات كمال ومجد، ونعوت ثناء وحمد، بل هي أوسع الصفات وأعمها، وأكملها آثارًا وتعلقات، لا سيما صفات الرحمة والبر والكرم والجود والإحسان والإنعام. وأما جمال الأفعال: فإنها دائرة بين أفعال البر والإحسان التي يحمد عليها ويشكر، وبين أفعال العدل التي يحمد عليها لموافقتها للحكمة والحمد، فليس في أفعاله عبث ولا سفه ولا جور ولا ظلم، بل كلها خير ورحمة ورشد وهدى وعدل وحكمة، قال تعالى: ﴿إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٥٦)﴾ [هود: ٥٦]. ولأن كمال الأفعال تابع لكمال الذات والصفات؛ فإن الأفعال أثر الصفات، وصفاته كما قلنا أكمل الصفات؛ فلا غرو أن تكون أفعاله أكمل الأفعال" اهـ. (١) في شرحه لصحيح مسلم (٢/ ٩٠). (٢) القاموس المحيط ص ٤٤٩. (٣) في شرح مسلم (٢/ ٩٠). (٤) في إكمال المعلم بفوائد مسلم (١/ ٣٦٢). (٥) في الأدب المفرد ٢/ ٢٨١ رقم (٥٥٦/ ٤٣٣) من حديث أبي هريرة وهو حديث صحيح. (٦) في سننه رقم (٤٠٩٢). من حديث أبي هريرة. (٧) في شرحه لمسلم (٢/ ٩٠).