وقال الحافظ في "الفتح" (١٣/ ٢٣٥): "ولو لم يشتهر من ذلك إلَّا تأمير معاذ بن جبل وأمره له - أي بما تقدم في الحديث لكان كافيًا - والأخبار بأن أهل كل بلد منهم كانوا يتحاكمون إلى الذي أمِّر عليهم، ويقبلون خبره، ويعتمدون عليه من غير التفات إلى قرينة" اهـ. وقال الإمام الشافعي في "الرسالة" ص ٤١٢: "وهو لا يبعث بأمره إلا والحجة للمبعوث إليهم وعليهم قائمة بقبول خبره عن رسول الله ﷺ اهـ. [انظر كتابي "مدخل إرشاد الأمة إلى فقه الكتاب والسنة" ص ٥٩ - ٦٢. وص ٦٣ - ٦٨، ورسالة الألباني "الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام". (١) في "إكمال المعلم بفوائد مسلم" (١/ ٣٦١). (٢) سورة الأعراف: الآية ١٨٠. (٣) قال الحافظ قوَّام السنة أبو القاسم الأصبهاني في "الحجة في بيان المحجة" (٢/ ٤٥٦): "قال بعض أهل النظر … وقال: لا يجوز أن يوصف الله بـ (الجميل)! ولا وجه لإنكار هذا الاسم أيضًا؛ لأنه إذا صح عن النبي ﷺ؛ فلا معنى للمعارضة، وقد صح أنه قال ﷺ: "إنَّ الله جميل يحب الجمال" فالوجه إنما هو التسليم والإيمان" اهـ. وقال ابن القيم في "النونية" (٢/ ٦٤): "وهو الجميلُ على الحقيقةِ كيفَ لَا … وجمالُ سائِرِ هذهِ الأكوانِ مِنْ بعضِ آثارِ الجميلِ فَرَتُهَا … أولَى وأجدَرُ عندَ ذي العرفانِ فجمالُهُ بالذَّاتِ والأوصافِ والـ … أفعالِ والأسماءِ بالبُرهَان لا شيءَ يشبِهُ ذاتَهُ وصِفَاتِهِ … سبحانَهُ عن إفكِ ذي بُهْتَانِ" وقال الهراس في "الشرح": "وأما الجميل؛ فهو اسم له سبحانه من الجمال، وهو الحسن الكثير، والثابت له سبحانه من هذا الوصف هو الجمال المطلق، الذي هو الجمال على الحقيقة؛ فإن جمال هذه الموجدات على كثرة ألوانه وتعدد فنونه هو من بعض آثار جماله، فيكون هو سبحانه أولى بذلك الوصف من كل جميل؛ فإن واهب الجمال للموجودات لا بدَّ أن يكون بالغًا من هذا الوصف أعلى الغايات، وهو سبحانه الجميل بذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله. أما جمال الذات: فهو ما لا يمكن لمخلوق أن يعبر عن شيء منه أو يبلغ بعض كنهه، وحسبك أن أهل الجنة مع ما هم فيه من النعيم المقيم وأفانين اللذات والسرور التي لا =