للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رَسُولُ الله : "مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ في الدُّنْيا أَلْبَسَهُ الله ثَوْبَ مَذَلَّة يَوْمَ القِيامَةِ". رَواهُ أحمَدُ (١) وأبُو دَاوُدَ (٢) وابْنُ ماجَهْ) (٣). [حسن]

الحديث أخرجه أيضًا النسائي (٤)، ورجال إسناده ثقات، رواه أبو داود (٢) عن شيخه محمد بن عيسى بن بحيح بن الطباع، قال فيه أبو حاتم (٥): مبرز ثقة، له عدة مصنفات عن أبي عوانة الوضاح [وهو ثقة] (٦) عن عثمان بن أبي زرعة الثقفي، وقد أخرج له البخاري في الأنبياء عن المهاجر بن عمرو والشامي (٧)، وقد أخرج له ابن حبان في الثقات عن ابن عمر، وأخرجه أيضًا من طريق محمد بن عيسى عن القاضي شريك عن عثمان بذلك الإسناد.

قوله: (من لبس ثوب شهرة) قال ابن الأثير (٨): الشهرة ظهور الشيء، والمراد أن ثوبه يشتهر بين الناس لمخالفة لونه لألوان ثيابهم فيرفع الناس إليه أبصارهم ويختال عليهم بالعجب والتكبر.

قوله: (ألبسه الله تعالى ثوب مذلة) لفظ أبي داود (٢) "ثوبًا مثله"، والمراد بقوله "ثوب مذلة" ثوب يوجب ذلته يوم القيامة كما لبس في الدنيا ثوبًا يتعزز به على الناس ويترفع به عليهم، والمراد بقوله مثله في تلك الرواية أنه مثله في شهرته بين الناس.

قال ابن رسلان: لأنه لبس الشهرة في الدنيا ليعزّ به ويفتخر على غيره، ويلبسه الله يوم القيامة ثوبًا يشتهر بمذلته واحتقاره بينهم عقوبة له، والعقوبة من جنس العمل انتهى.

ويدل على هذا التأويل الزيادة التي زادها أبو داود (٩) من طريق أبي عوانة بلفظ: "تلهب فيه النار".

والحديث يدل على تحريم لبس ثوب الشهرة وليس هذا الحديث مختصًا


(١) في المسند (٢/ ٩٢).
(٢) في السنن رقم (٤٠٢٩).
(٣) في السنن رقم (٣٦٠٦).
(٤) في الكبرى رقم (٩٥٦٠). وهو حديث حسن. وقد تقدم آنفًا.
(٥) في "الجرح والتعديل" (٨/ ٣٨ - ٣٩).
(٦) زيادة من (أ) و (ب).
(٧) قال الحافظ في "التقريب" رقم (٦٩٢٢) هو مهاجر بن عمرو النَّبَّال، شامي: مقبول. من الرابعة … وتعقبه المحرران بقولهما: بل صدوق حسن الحديث فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في الثقات. ولا نعلم فيه جرحًا.
(٨) في "النهاية" (٢/ ٥١٥).
(٩) في السنن رقم (٤٠٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>