للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مثله في القدر والمساحة. ويرده زيادة "بيتًا أوسع منه" عند أحمد (١) والطبراني (٢) من حديث ابن عمر.

وروى أحمد (٣) أيضًا من طريق واثلة بن الأسقع بلفظ: "أفضل منه".

وقيل مثله في الجودة والحصانة وطول البقاء ويرده أن بناء الجنة لا يخرب بخلاف بناء المساجد فلا مماثلة.

وقال صاحب المفهم (٤): هذه المثلية ليست على ظاهرها وإنما يعني أنه يبني له بثوابه بيتًا أشرف وأعظم وأرفع.

وقال النووي (٥): يحتمل أن يكون مثله معناه بنى الله له مثله في مسمى البيت، وأما صفته في السعة وغيرها فمعلوم فضلها فإنها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ويحتمل أن يكون معناه أن فضله على بيوت الجنة كفضل المسجد على بيوت الدنيا انتهى.

قال الحافظ (٦): "لفظ المثل له استعمالان: (أحدهما) الإفراد مطلقًا كقوله تعالى: ﴿فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا﴾ (٧) و (الآخر) المطابقة كقوله تعالى: ﴿أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ﴾ (٨) فعلى الأول لا يمتنع أن يكون الجزاء أبنية متعددة، فيحصل جواب من استشكل تقييده بقوله (مثله) مع أن الحسنة بعشر أمثالها لاحتمال أن يكون المراد بنى الله له عشرة أبنية مثله … وأما من أجاب باحتمال أن يكون قال ذلك قبل نزول قوله تعالى: ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾ (٩) ففيه بعد. وكذا من أجاب بأن التقييد بالواحد لا ينفي الزيادة.

قال (٦) ومن الأجوبة المرضية أن المثلية هنا بحسب الكمية، والزيادة حاصلة بحسب الكيفية، فكم من بيت خير من عشرة بل من مائة.


(١) في المسند (٢/ ٢٢١) من حديث عبد الله بن عمرو وقد تقدم.
(٢) انظر: "مجمع الزوائد" (٢/ ٧).
(٣) في المسند (٣/ ٤٩٠) بسند ضعيف. وهو حديث صحيح تقدم.
(٤) في "المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم" (٢/ ١٣٠ - ١٣١).
(٥) في شرحه لصحيح مسلم (٥/ ١٤ - ١٥).
(٦) في "الفتح" (١/ ٥٤٦).
(٧) سورة المؤمنون: الآية ٤٧.
(٨) سورة الأنعام: الآية ٣٨.
(٩) سورة الأنعام: الآية ١٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>