للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد تقرر أن الجمع بين الأحاديث ما أمكن هو الواجب وقد أمكن هنا بلا تعسف كما عرفت.

قال ابن العربي (١): لا بأس بإنشاد الشعر في المسجد إذا كان في مدح الدين وإقامة الشرع، وإن كان فيه الخمر ممدوحة بصفاتها الخبيثة من طيب رائحة وحسن لون إلى غير ذلك مما يذكره من يعرفها.

وقد مدح فيه كعب بن زهير رسول اللَّه (٢) فقال:

بَانَتْ سُعَادُ فَقَلْبي اليومَ مَتْبولُ (٢).

إلى قوله في صفة ريقها:

كأَنَّهُ مُنْهَلٌ بالرَّاحِ مَعْلُوْلُ (٣).

قال العراقي: وهذه القصيدة قد رويناها من طرق لا يصح منها شيء وذكرها ابن إسحاق بسند منقطع (٤)، وعلى تقدير ثبوت هذه القصيدة عن كعب


(١) في عارضة الأحوذي (٢/ ١١٩ - ١٢٠).
(٢) وعجزه: مُتَيَّمٌ إثْرَهَا لم يُفْدَ مَكبول.
معاني كلمات البيت:
• تَبَلَه الحبّ يتبُلُه وأتبله: أسقمه وأفسده.
• المتيم: الذليل المستعبد.
• لم يُفْدَ: أي لم يخلَّص من الأسر.
• مكبول: مقيد.
(٣) وصدره: تَجْلُو عوارِضَ ذي ظُلْمٍ إذا تبسَمتْ.
وهو البيت الرابع من القصيدة.
• تجلو: تكشف.
• العوارض: الأسنان.
• الظَّلَم: ماء الأسنان وبريقها.
• المنهل: المسقى. من أنهله إذا سقاه. النَّهَلَ وهو الشراب الأول.
• الراح! الخمر.
• معلول: من العَلَل، وهو الشرب الثاني، يقال: سَقَوْا إبلَهِمْ عَلَلًا بعد نهَل.
انظر: (حاشية على شرح بانت سعاد لابن هشام) المؤلفة عبد القادر بن عمر البغدادي (١٠٨٠) هـ - (١٠٨١) هـ (١٦٦٩) م - (١٦٧٠) م.
(٤) كما في سيرة ابن هشام (٢/ ٥٠٣ - ٥٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>