للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشافعي (١): لأنه كان أول مسلمي هذه الأمة. وفي رواية أخرى لمسلم (٢) كما هنا.

قال في الانتصار (٣): إن غير النبي إنما يقول وأنا من المسلمين وهو وهم منشؤه توهم أن معنى وأنا أول المسلمين إني أول شخص أتصف بذلك بعد أن كان الناس بمعزل عنه، وليس كذلك. بل معناه بيان المسارعة في الامتثال لما أمر به ونظيره: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ (٨١)(٤) وقال موسى: ﴿وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (٥) وظاهر الإطلاق أنه لا فرق في قوله وأنا من المسلمين. وقوله وما أنا من المشركين بين الرجل والمرأة وهو صحيح على إرادة الشخص.

وفي المستدرك للحاكم (٦) من رواية عمران بن حصين أن النبي قال لفاطمة: "قومي فاشهدي أضحيتك وقولي: إن صلاتي ونسكي - إلى قوله - وأنا من المسلمين فدل على ما ذكرناه.

قوله: (ظلمت نفسي) اعتراف بما يوجب نقص حظّ النفس من ملابسة المعاصي تأدّبًا، وأراد بالنفس هنا الذات المشتملة على الروح.

قوله: (لأحسن الأخلاق) أي لأكملها وأفضلها.

قوله: (سيئها) أي قبيحها.

قوله: (لبيك) (٧) هو من ألب بالمكان إذا أقامَ به، وثنى هذا المصدر مضافًا إلى الكاف وأصل لبيك لبين فحذف النون للإضافة.

قال النووي (٨) قال العلماء: ومعناه أنا مقيم على طاعتك إقامة بعد إقامة.


(١) "المعرفة" للبيهقي (١/ ٥٠٠ - ٥٠١) ط: دار الكتب العلمية - بيروت.
(٢) في صحيحه رقم (٢٠١/ ٧٧١).
(٣) مؤلفات الزيدية (١/ ١٤٢).
(٤) سورة الزخرف: الآية ٨١.
(٥) سورة الأعراف: الآية ١٤٣.
(٦) (٤/ ٢٢٢)، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي بقوله: بل أبو حمزة ضعيف جدًّا، وإسماعيل ليس بذلك.
(٧) النهاية (١/ ٥٩).
(٨) في شرحه لصحيح مسلم (٦/ ٥٩).
قال صاحب القاموس المحيط (ص ١٧٠): لبيك: أي: أنا مقيم على طاعتك إلبابًا بعد إلباب، وإجابة بعد إجابة، أو معناه: اتجاهي وقصدي لك.

<<  <  ج: ص:  >  >>