للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: (وسعديك) قال الأزهري (١) وغيره (٢): معناه مساعدة لأمرك بعد مساعدة ومتابعة لدينك بعد متابعة.

قوله: (والخير كله في يديك) زاد الشافعي (٣) عن مسلم بن خالد عن موسى بن عقبة: "والمهدي من هديت". قال الخطابي (٤) وغيره (٥): فيه الإرشاد إلى الأدب في الثناء على الله ومدحه بأن يضاف إليه محاسن الأمور دون مساويها على جهة الأدب.

قوله: (والشر ليس إليك)، قال الخليل بن أحمد، والنضر بن شميل وإسحاق بن راهويه، ويحيى بن معين، وأبو بكر بن خزيمة، والأزهري وغيرهم: معناه لا يتقرب به إليك، روى ذلك النووي عنهم (٦).

وهذا القول الأول والقول الثاني حكاه الشيخ أبو حامد (٧) عن المزني أن معناه: لا يضاف إليك على انفراده، لا يقال: يا خالق القردة والخنزير، ويا رب الشرّ ونحو هذا، وإن كان خالق كل شيء وربّ كل شيء، وحينئذ يدخل الشر في العموم.

والثالث معناه: والشرّ لا يصعد إليك، وإنما يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح.

والرابع معناه: والشرّ ليس شرًّا بالنسبة إليك، فإنك خلقته بحكمة بالغة


(١) في "تهذيب اللغة" (٢/ ٦٩ - ٧٠).
(٢) كابن الأثير في النهاية (٢/ ٣٦٦) قال: لبيك وسعديك، أي ساعدت طاعتك مساعدة بعد مساعدةٍ، وإسعادًا بعد إسعاد، ولهذا ثُنيّ، وهو من المصادر المنصوبة بفعل لا يظهر في الاستعمال.
(٣) في الأم (٢/ ٢٤٠) رقم (٢٠٣) ط: دار الوفاء.
ومعرفة السنن والآثار (١/ ٤٩٩ - ٥٠٠) رقم (٦٨٢) ط: دار الكتب العلمية.
(٤) ذكره النووي في شرحه لصحيح مسلم (٦/ ٥٩).
(٥) كابن الأثير في النهاية (٢/ ٤٥٨).
(٦) في شرحه لصحيح مسلم (٦/ ٥٩).
(٧) انظر المصدر السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>