للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وتمام الحديث "قلنا: الله ورسوله أعلم قال: إنه نهر وعدنيه ربي ﷿ عليه خير كثير وهو حوض يرد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد نجوم السماء فيختلج العبد منهم فأقول: رب إنه من أمتي، فيقول: ما تدري ما أحدث بعدك".

هذا الحديث من جملة أدلة من أثبت البسملة وقد تقدم ذكرهم.

ومن أدلتهم على إثباتها ما ثبت في المصاحف منها بغير تمييز كما ميزوا أسماء السور وعدد الآي بالحمرة أو غيرها مما يخالف سورة المكتوب قرآنًا (١).

وأَجاب عن ذلك القائلون بأنها ليست من القرآن أنها ثبتت للفصل بين السور.

وتخلص القائلون بإثباتها عن هذا الجواب بوجوه:

(الأول): أن هذا تغرير ولا يجوز ارتكابه لمجرد الفصل.

(الثاني): لو كان للفصل لكتبت بين براءة والأنفال ولما كتبت في أَول الفاتحة.

(الثالث): أن الفصل كان ممكنًا بتراجم السور كما حصل بين براءة والأنفال.

ومن جملة حجج المثبتين ما تقدم من الأحاديث المصرحة بأنها آية من الفاتحة.

وأجاب من لم يثبتها بأن القرآن لا يثبت إلا بالتواتر (٢) ولا تواتر لا سيما مع ورود الأدلة الدالة على أنها ليست بقرآن كحديثي أبي هريرة المتقدم ذكرهما في هذا الباب (٣) وحديث إتيان جبريل إلى النبيّ وقوله: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١)(٤)


= (٢/ ١٢١ - ١٢٢) وغيرهم من طرق مطولًا ومختصرًا.
وهو حديث صحيح.
(١) انظر: المجموع للنووي (٣/ ٢٩١ - ٢٩٢).
(٢) انظر: المجموع للنووي (٣/ ٢٩٤ - ٢٩٥).
(٣) برقم (٢٨/ ٦٨٩) و (٢٩/ ٦٩٠) من كتابنا هذا.
(٤) سورة العلق: الآية ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>