للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أهل البيت (١)، قال المهدي في البحر (٢): إن الظاهر مع من ذهب إلى إيجابها في كل ركعة واستدلوا أيضًا على ذلك بما وقع عند الجماعة واللفظ للبخاري (٣) من قوله للمسيء: "ثم افعل ذلك في صلاتك كلها" بعد أن أمره بالقراءة، وفي رواية لأحمد (٤) وابن حبان (٥) والبيهقي (٦) في قصة المسيء صلاته أنه قال في آخره: "ثم افعل ذلك في كل ركعة".

وقد نسب صاحب ضوء النهار (٧) هذه الرواية إلى البخاري من حديث أبي قتادة وهو وهم والذي في البخاري (٨) عن أبي قتادة: "أن النبيّ كان يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب" وهذا الدليل إذا ضممته إلى ما أسلفنا لك من حمل قوله في حديث المسيء "ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن" (٩) على الفاتحة لما تقدم انتهض ذلك للاستدلال به على وجوب الفاتحة في كل ركعة، وكان قرينة لحمل قوله في حديث المسيء "ثم كذلك في كل صلاتك فافعل" (١٠) على المجاز وهو الركعة وكذلك حمل: "لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب" عليه.

ويؤيد وجوب الفاتحة في كل ركعة حديث أبي سعيد عند ابن ماجه (١١) بلفظ: "لا صلاة لمن لم يقرأ في كل ركعة بالحمد وسورة في فريضة أو غيرها".

قال الحافظ (١٢): وإسناده ضعيف.

وحديث أبي سعيد (١٣) أيضًا بلفظ: "أمرنا رسول الله أن نقرأ بفاتحة الكتاب في كل ركعة" رواه إسماعيل بن سعيد الشاكنجي، قال ابن عبد الهادي في


(١) انظر: "شفاء الأوام" (١/ ٢٧٢).
(٢) (١/ ٢٤٤).
(٣) في صحيحه رقم (٧٩٣) وسيأتي تخريج الحديث رقم (٩٩/ ٧٦٠) من كتابنا هذا.
(٤) في المسند (٤/ ٣٤٠).
(٥) في صحيحه رقم (١٧٨٧).
(٦) في السنن الكبرى (٢/ ٣٤٥) كلهم من حديث رفاعة بن رافع.
(٧) في ضوء النهار (١/ ٤٩٠).
(٨) في صحيحه رقم (٧٥٩).
(٩) وهو جزء من حديث سيأتي تخريجه برقم (٩٩/ ٧٦٠).
(١٠) تقدم تخريجه برقم (٣٢/ ٦٩٣).
(١١) في سننه رقم (٨٣٩) وقد تقدم.
(١٢) في "التلخيص" (١/ ٤٢٠).
(١٣) تقدم تخريجه في شرح الحديث (٣٢/ ٦٩٣) من كتابنا هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>