نعم، اتباع الألفاظ المأثورة أرجح، ولا يقال: لعله ترك ذلك تواضعًا منه ﷺ، كما لم يكن يقول عند ذكره ﷺ: "ﷺ" وأمته مندوبة إلى أن تقول ذلك كلما ذكر؛ لأنا نقول: لو كان ذلك راجحًا لجاء عن الصحابة ثم عن التابعين، ولم نقف في شيء من الآثار عن أحد من الصحابة ولا التابعين لهم قال ذلك؛ مع كثرة ما ورد عنهم من ذلك. وهذا الإمام الشافعي - أعلى الله درجته، وهو من أكثر الناس تعظيمًا للنبي ﷺ قال في خطبة كتابه الذي هو عمدة أهل مذهبه: "اللهم صل على محمد" إلى آخر ما أداه إليه اجتهاده، وهو قوله: كلما ذكره الذاكرون، وكلما غفل عن ذكره الغافلون، وكأنه استنبط ذلك من الحديث الصحيح الذي فيه: "سبحان الله عدد خلقه … " فقد ثبت أنه ﷺ قال لأم المؤمنين - ورآها قد أكثرت التسبيح وأطالته -: "لقد قلت بعدك كلمات؛ لو وزنت بما قلت لوزنتهن" فذكر ذلك، وكان ﷺ يعجبه الجوامع من الدعاء. وقد عقد القاضي عياض بابًا في صفة الصلاة على النبي ﷺ في كتاب "الشفاء" ونقل فيه آثارًا مرفوعة عن جماعة من الصحابة والتابعين؛ ليس في شيء منها عن أحد من الصحابة وغيرهم لفظ: "سيدنا" اهـ. [صفة صلاة النبي ﷺ للألباني (ص ١٧٢ - ١٧٣]. (١) حكاه عنهم النووي في "المجموع" (٣/ ٤٥٠). (٢) حكاه عنهم صاحب البحر الزخار (١/ ٢٧٧). (٣) في "الأم" (٢/ ٢٧٠). والمجموع للنووي (٣/ ٤٥٠). (٤) قال ابن قدامة في "المغني" (٢/ ٢٢٨ - ٢٢٩): " … وعن أحمد أنها غير واجبة، قال المروزيُّ: قيل لأبي عبد الله: إن ابن راهويه يقول: لو أن رجلًا ترك الصلاة على النبي ﷺ في التشهد، بطلت صلاتُه، قال: ما أجترئُ أن أقول هذا. وقال في موضع: هذا شذوذ. وهذا يدل على أنَّه لم يوجبها … " اهـ. (٥) في عارضة الأحوذي (٢/ ٢٧١). (٦) انظر: "الكافي لابن عبد البر (١/ ٢٠٥). (٧) انظر: تبيين الحقائق (١/ ١٠٨) واللباب في الجمع بين السنة والكتاب (١/ ٢٧٢). والبناية شرح الهداية (٢/ ٣١٩).