للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقيل: إنهم بنو هاشم وبنو المطلب. وإلى ذلك ذهب الشافعي.

وقيل: فاطمة وعليّ والحسنان وأولادهم، وإلى ذلك ذهب جمهور أهل البيت واستدلوا بحديث الكساء الثابت في صحيح مسلم (١) وغيره. وقوله فيه: "اللهم إنَّ هؤلاء أهل بيتي" (٢) مشيرًا إليهم.

ولكنه يقال: إن كان هذا الترتيب يدل على الحصر باعتبار المقام أو غيره، فغاية ما فيه إخراج من عداهم بمفهومه، [والأحاديث] (٣) الدالة على أنهم أعم منهم كما ورد في بني هاشم وفي الزوجات مخصصة بمنطوقها لعموم هذا المفهوم.

واقتصاره على تعيين البعض عند نزول الآية لا ينافي إخباره بعد ذلك بالزيادة لأن الاقتصار ربما كان لمزية للبعض أو قبل العلم بأن الآل أعم من المعينين، ثم يقال إذا كانت هذه الصيغة تقتضي الحصر فما الدليل على دخول أولاد المجللين بالكساء في الآل مع أنه مفهوم هذا الحصر يخرجهم فإن كان إدخالهم بمخصص وهو التفسير بالذرية وذريته هم أولاد فاطمة فما الفرق بين مخصص ومخصص؟

وقيل: إن الآل هم القرابة من غير تقييد وإلى ذلك ذهب جماعة من أهل العلم.

وقيل: هم الأمة جميعًا.

قال النووي في شرح مسلم (٤): وهو أظهرها قال: وهو اختيار الأزهري (٥) وغيره من المحققين اهـ. وإليه ذهب نشوان الحميري إمام اللغة ومن شعره في ذلك:

آل النبي هم أتباع ملته … من الأعاجم والسودان والعرب

لو لم يكن آله إلا قرابته … صلى المصلي على الطاغي أبي لهب

ويدل على ذلك أيضًا قول عبد المطلب من أبيات:

وانْصُر على آل الصَّليب … وَعَابِدِيه اليومَ آلَكْ


(١) في صحيحه رقم (٦١/ ٢٤٢٤).
(٢) مر تخريجه في الصفحة السابقة.
(٣) في المخطوط (ج) فالأحاديث.
(٤) (٤/ ١٢٤).
(٥) في "تهذيب اللغة" (١٥/ ٤٤٠ - ٤٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>