للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إخراجه من المال شرعًا أو عادة، ولا وجه له لأن البخل بما ليس بواجب من غرائز النقص المضادة للكمال، والتعوذ منها حسن بلا شك فالأولى تبقية الحديث على عمومه وترك التعرض لتقييده بما لا دليل عليه.

قوله: (والجبن) بضم الجيم وسكون الباء وتضم: المهابة للأشياء والتأخر عن فعلها (١)، وإنما تعوّذ منه لأنه يؤدي إلى عدم الوفاء بفرض الجهاد والصدع بالحق وإنكار المنكر ويجر إلى الإخلال بكثير من الواجبات.

قوله: (إلى أرذل العمر) هو البلوغ إلى حد في الهرم يعود معه كالطفل في سخف العقل وقلة الفهم وضعف القوة.

قوله: (من فتنة الدنيا) هي الاغترار بشهواتها المفضي إلى ترك القيام بالواجبات، وقد تقدم الكلام على ذلك في شرح حديث التعوذ من الأربع (٢)، لأن فتنة الدنيا هي فتنة المحيا.

قوله: (من عذاب القبر) قد تقدم شرحه في شرح حديث التعوذ من الأربع (٢) أيضًا وإنما خص هذه المذكورات بالتعوذ منها لأنها من أعظم الأسباب المؤدية إلى الهلاك باعتبار ما يتسبب عنها من المعاصي المتنوعة.

١٤٧/ ٨٠٨ - (وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ [] (٣) أَنَّ النَّبِيَّ كَانَ يَقُولُ إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ حِينَ يُسَلمُ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أسْألك عِلمًا نافِعًا، وَرِزْقًا طَيّبًا، وعَمَلًا مُتَقبلا). رواه أحْمَدُ (٤) وابن ماجه (٥). [حسن]


(١) انظر: (القاموس المحيط) ص (١٥٣٠)
(٢) تقدم برقم (٧٨٥) من كتابنا هذا.
(٣) زيادة من (جـ).
(٤) في المسند (٦/ ٣٠٥).
(٥) في سننه رقم (٩٢٥).
قلت: وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (١٠/ ٢٣٤) وعبد بن حميد في (المنتخب) رقم (١٥٣٥) وأبو يعلى رقم (٦٩٥٠) والطبراني في المعجم الكبير (ج ٢٣) رقم (٦٨٦) وفي الدعاء رقم (٦٧١) وابن السني في عمل اليوم والليلة رقم (٥٤) و (١١٠) ومولى أم سلمة مجهول. وبقية رجال الإسناد ثقات. فالحديث حسن. واللَّه أعلم.
وقد صححه المحدث الألباني .

<<  <  ج: ص:  >  >>