للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأخرج البخاري (١) وسعيد بن منصور (٢) وابن المنذر (٣) أن عمر صلى صلاة الصبح وقرأ سورة يوسف حتى بلغ إلى قوله [تعالى] (٤): ﴿إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ﴾ (٥) فسمع نشيجه.

واستدل المصنف على جواز البكاء في الصلاة بالآية التي ذكرها، لأنها تشمل المصلي وغيره.

٨/ ٨٢٩ - (وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ [] (٦) قَالَ: لَمَّا اشْتَدَّ بِرَسُولِ الله وَجَعُهُ، قِيلَ لهُ: الصلاةَ، قالَ: (مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بالنَّاسِ)، فَقَالَتْ عائِشةُ: إن أبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ إذَا قَرَأَ غَلَبَهُ الْبُكاءُ، فقالَ: (مُرُوهُ فَلْيُصلِّ) فَعَاوَدَتْهُ، فقالَ: (مُرُوهُ) فَلْيُصلِّ، إنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ). رَوَاهُ البُخاريُّ (٧). [صحيح]

ومَعْناهُ مُتفَق عليهِ (٨) مِنْ حَدِيثِ عائِشةَ). [صحيح]

قوله: (رجل رقيق) أي رقيق القلب. وفي رواية للبخاري (٩) أنها قالت: (إنَّ أبا بكر أسيف إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس).

قوله: (إنكنّ صواحب يوسف) صواحب جمع صاحبة، والمراد: أنهنّ مثل صواحب يوسف في إظهار خلاف ما في الباطن، وهذا الخطاب وإن كان بلفظ الجمع فالمراد به واحدة هي عائشة فقط، كما أن المراد بصواحب يوسف: زليخا فقط، كذا قال الحافظ (١٠).

ووجه المشابهة بينهما في ذلك أن زليخا استدعت النسوة وأظهرت لهنّ الإكرام بالضيافة ومرادها زيادة على ذلك وهو أن ينظرن إلى حسن يوسف ويعذرنها في محبته، وأنَّ عائشة أظهرت أَن سبب إرادتها صرف الإمامة عن أبيها


(١) تعليقًا (٢/ ٢٠٦) الباب (٧٠) وقال الحافظ: وهذا الأثر وصله سعيد بن منصور عن ابن عيينة عن إسماعيل بن محمد سمع عبد الله بن شداد بهذا، وزاد: (في صلاة الصبح)، وأخرجه ابن المنذر من طريق عبيد عن عمير عن عمر نحوه. فتح الباري (٢/ ٢٠٦).
(٢) في سننه (٥/ ٤٠٥) رقم (١١٣٨).
(٣) في (الأوسط) (٣/ ٢٥٦) ت (١٦٠٦).
(٤) زيادة من المخطوط (أ).
(٥) سورة يوسف: الآية (٨٦).
(٦) زيادة من (جـ).
(٧) في صحيحه رقم (٦٨٢).
(٨) أحمد في المسند (٦/ ٢١٠) والبخاري رقم (٦٦٤) ومسلم رقم (٩٦/ ٤١٨).
(٩) في صحيحه رقم (٧١٣).
(١٠) في (الفتح) (٢/ ١٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>