للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"بينا أنا مع أبي سعيد الخدري وهو مع رسول الله إذ دخلنا المسجد فإذا رجل جالس في وسط المسجد محتبيًا مشبكًا أصابعه بعضها في بعض فأشار إليه رسول الله فلم يفطن الرجل لإشارة رسول الله ، فالتفت إلى أبي سعيد فقال: إذا كان أحدكم الحديث. قال في مجمع الزوائد (١): إسناده حسن.

وقد اختلف في الحكمة في النهي عن التشبيك في المسجد كما في حديث أبي سعيد وفي غيره كما في حديث كعب بن عجرة (٢) فقيل: لما فيه من العبث.

وقيل: لما فيه من التشبه بالشيطان.

وقيل: لدلالة الشيطان على ذلك، وجعل بعضهم ذلك دالًّا على تشبيك الأحوال. قال ابن العربي (٣): وقد شاهدت رجلًا كان يكره رؤية ذلك ويقول: فيه تطير في تشبيك الأحوال والأمور على المرء.

وظاهر النهي عن التشبيك التحريم لولا حديث ذي اليدين الذي سيشير إليه المصنف (٤) قريبًا.

وظاهره نهي من كان في المسجد عن التشبيك سواء كان في الصلاة أم لا، كما جزم به النووي في التحقيق (٥)


= وقد أشار الحافظ في "الفتح" (١/ ٥٦٦) إلى هذا الحديث، وقال: وفي إسناده ضعيف ومجهول.
وأورده الهيثمي في "المجمع" (٢/ ٢٥) وقال: رواه أحمد وإسناده حسن.
(١) (٢/ ٢٥).
(٢) سيأتي تخريجه برقم (٢٦/ ٨٤٧) من كتابنا هذا.
(٣) في عارضة الأحوذي (٢/ ١٧٨).
(٤) برقم (١/ ١٠١٦) من كتابنا هذا.
(٥) "التحقيق في الفقه" للإمام أبي زكريا يحيى بن شرف النووي.
قال السخاوي في ترجمة الإمام النووي (ص ١٤): "قلت: هو - كما قال ابن الملقن - نفيس. قال: وكأنه مختصر "شرح المهذب"، وقال غيره: إنه ذكر فيه مسائل كثيرة محضة، وقواعد وضوابط لم يذكرها في "الروضة"، وقال في مقدمته: حصل عندي نحو مئة مصنف من كتب أصحابنا".
قلت: مئة نسخة مخطوطة في مكتبة الأوقات العامة ببغداد برقم (١/ ٣٥٤ - مجاميع) وذكر مفهرسوها أنها نسخة وحيدة، منها صورة في خزانة كتبي، في بعض أوراقها نقص بمقدار كلمة أو كلمتين من أواخر كل سطر، ولعلي أنشط في تحقيقها، متممًا النقص ما =

<<  <  ج: ص:  >  >>