للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الثوب منه، ومنه تقريص العجين، قاله أبو عبيدة (١). وسئل الأخفش عنه فضم أصبعيه الإبهام والسبابة وأخذ شيئًا من ثوبه بهما وقال: هكذا [تفعل] (٢) بالماء في موضع الدم.

وورد في رواية ذكر الغسل مكان القرص، روى ذلك الشيخ تقي الدين من رواية محمد بن إسحق بن يسار عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء قالت: "سمعت رسول الله وسألته امرأة عن دم الحيض يصيب ثوبها فقال: اغسليه". وأخرجه الشافعي (٣) من حديث سفيان عن هشام عن فاطمة (٤) عن أسماء قالت: "سألت رسول الله عن دم الحيضة [يصيب] (٥) الثوب فقال: حتِّيه ثم اقرصيه بالماء ورِّشيه وصلِّي فيه". ورواه (٦) عن مالك، عن هشام بلفظ: "إن امرأة سألت"، ورواه ابن ماجه (٧) بلفظ: "اقْرُصِيهِ واغْسِلِيهِ وَصَلِّي فيهِ"، وابن أبي شيبة (٨) بلفظ: "اقرصيه بالماء واغسليه وصلي فيه"، وأخرجه أحمد (٩) وأبو داود (١٠) والنسائي (١١)


(١) انظر: "النهاية" لابن الأثير (٤/ ٤٠).
(٢) في (جـ): (يفعل).
(٣) في المسند رقم (٤٧ - ترتيب المسند)، وهو حديث صحيح.
(٤) فاطمة بنت المنذر بن الزبير بن العوام. ثقة. "التقريب" (٢/ ٦٠٩).
(٥) في (جـ): (تصيب).
(٦) أي الشافعي في المسند (رقم: ٤٨ - ترتيب المسند) وفي "الأم" (١/ ١٩ رقم ٤٧). وهو حديث صحيح.
وقال ابن الملقن في "البدر المنير" (٢/ ٢٧٠): "وهذه الأسانيد التي ذكر الشافعي بها هذه الزيادة - أن أسماء هي السائلة - أسانيد صحيحة، لا مطعن لأحد في اتصالها، وثقات رواتها، فكُلّهم أئمة أعلام، مخرَّج حديثهم في الصحيح، وفي الكتب الستة، فهو إسناد صحيح على شرط أهل العلم كلهم.
وأنا أتعجَّب كل العجب من قول الشيخ محيي الدين النووي في "شرح المهذب، إنَّ الشافعي روى في "الأم" أن أسماء هي السائلة، بإسناد ضعيف" اهـ.
قلت: وتعقبه ابن حجر في "التلخيص الحبير" (١/ ٣٥): فقال: "وهذا خطأ، بل إسناده في غاية الصحة، وكان النووي قلَّد في ذلك ابن الصلاح … " اهـ.
(٧) في السنن (١/ ٢٠٦ رقم ٦٢٩) من حديث أسماء.
(٨) في "المصنف" (١/ ٩٥).
(٩) في المسند (٦/ ٣٥٥ - ٣٥٦).
(١٠) في السنن رقم (٣٦٣).
(١١) في السنن (١/ ١٥٤ - ١٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>