(٢) قال الراغب الأصفهاني في "مفردات ألفاظ القرآن" (ص ١١٠ - ١١١): "الإبداعُ إنشاءُ صنعةٍ بلا احتذاءٍ واقتداء، ومنه قيل: رَكيَّة بديعٌ أي جديدة الحفر، وإذا استعمل في الله تعالى فهو إيجادُ الشيء بغيرِ آلةٍ ولا مادةٍ ولا زمانٍ ولا مكانٍ وليس ذلكَ إلا لله. والبديعُ يقالُ للمبدِع، نحو قولِه: ﴿بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [البقرة: ١١٧]. ويقالُ للمبدَع نحو رَكيَّة بديعٌ، وكذلك البِدْعُ يقال لهما جميعًا بمعنى الفاعِل والمفعولِ. قوله تعالى: ﴿قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ﴾ [الأحقاف: ٩] قيل: معناه مُبدَعًا لم يتقدمني رسولٌ، وقيل مبدِعًا فيما أقولُهُ" اهـ. (٣) قال الشاطبي في الاعتصام (١/ ٣٧) - ن: دار المعرفة -: "هي طريقة في الدين مخترعة، تضاهي الشريعة، يقصد بها التقرب إلى الله، ولم يقم على صحتها دليل شرعي صحيح أصلًا أو وضعًا" اهـ. قلت: بقصد التقرب إلى الله خرجت البدع الدنيوية، كتصنيف الكتب في علم النحو، وأصول الفقه، ومفردات اللغة، وسائر العلوم الخادمة للشريعة؛ والسيارات، والأسلحة والآلات الزراعية والصناعية، فكلها وسائل مشروعة؛ لأنها تؤدي إلى ما هو مشروع بالنص. وهي التي تقبل التقسيم إلى الأحكام الخمسة: ١ - واجبة. ٢ - ومندوبة. ٣ - ومباحة. ٤ - ومكروهة. ٥ - ومحرمة. • أما البدعة الدينية لا تقسم إلى الأحكام الخمسة للأدلة الواضحة التي أوردتها في كتابي "مدخل إرشاد الأمة إلى فقه الكتاب والسنة" (ص ١٤٧ - ١٥٠) ط ١. (٤) قلت: بل هو منقطع كما علمت. ويقول السيوطي في "المصابيح في صلاة التراويح" تخريج الأخ علي حسن علي عبد الحميد (ص ١٥): "ولم يثبت أنه صلى عشرين ركعة، وإنما صلّى ليالي، صلاة لم يُذكر عددها - يعني في الصحيح - ثم تأخر في الليلة الرابعة، خشية أن تفرض عليهم =