للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: (وتبأس) قال ابن رسلان: بفتح المثناة الفوقانية وسكون الباء الموحدة وفتح الهمزة، والمعنى: أن تظهر الخضوع؛ وفي بعض النسخ تبايس بفتح التاء والباء وبعد الألف ياء تحتانية مفتوحة ومعناهما واحد (١).

قال في القاموس (٢): التباؤس: التفاقر. ويطلق أيضًا على التخشع والتضرع.

قوله: (وتمسكن) قال في القاموس (٣): تمسكن صار مسكينًا، والمسكين من لا شيء له والذليل والضعيف.

قوله: (وتقنع يديك) بقاف فنون فعين مهملة: أي ترفعهما.

قال ابن رسلان: هو بضم التاء وكسر النون، قال: والإقناع رفع اليدين في الدعاء والمسألة (٤). والخداج (٥) قد تقدم تفسيره.

والحديث الأول والثاني مقيدان بصلاة الليل.

والحديث الثالث مطلق وجميعها يدل على مشروعية أن تكون صلاة التطوع مثنى مثنى إلا ما خص كما تقدم، وفي هذه الأحاديث فوائد.

(منها) مشروعية التسوك عند القيام من النوم وقد تقدم الكلام عليه.

(ومنها) مشروعية التمسكن والتفاقر لأن ذلك من الأسباب للإجابة.

(ومنها) مشروعية رفع اليدين عند الدعاء وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة أنه يرفع يديه في دعاء قط إلا في أمور مخصوصة (٦).


(١) النهاية لابن الأثير (١/ ٨٩).
(٢) القاموس المحيط (ص ٦٨٤).
(٣) القاموس المحيط (ص ١٥٥٦).
(٤) النهاية (٤/ ١١٤).
(٥) النهاية (٢/ ١٢).
(٦) قلت: بل ثبت رفع يديه في مواضع مختلفة:
(منها): ما أخرجه البخاري رقم (٤٣٢٣) ومسلم رقم (٢٤٩٨):
عن أبي موسى قال: لما فرغ النبي من حنين بعث أبا عامر على جيشٍ إلى أوطاس فلقي دريد بن الصمّة، فقُتل دريد وهزمَ اللهُ أصحابُه، قال أبو موسى: وبعثني مع أبي عامر، فرُمِيَ أبو عامر في ركبتهِ، رماه جُشَمِيٌ بسهم فأثبتهُ في ركبتهِ، فانتهيتُ إليه فقلتُ: يا عمّ من رماك؟ فأشار إلى أبي موسى، فقال: ذاك قاتلي الذي رماني فقصدتُ له فلَحِقتُه، فلما رآني ولَّى، فاتبعتهُ وجعلتُ أقولُ له: ألا تستحي، ألا تثبت =

<<  <  ج: ص:  >  >>