(ومنها): أخرج البخاري في "الأدب المفرد" رقم (٦١٠). عن عائشة ﵂ أنها رأت النبي ﷺ يدعو رافعًا يديه يقول: "إنما أنا بشر، فلا تعاقبني، أيما رجل من المؤمنين آذيته، أو شتمته، فلا تعاقبني فيه". وهو حديث صحيح لغيره كما قال المحدث الألباني رحمه الله تعالى في صحيح الأدب المفرد. (ومنها): حديث أبي هريرة، قال: جاءَ الطفيل بن عمرو الدُّوسي إلى رسول الله ﷺ فقال: إن دوسًا قد عصت وأبتْ، فادع الله عليهم، فاستقبل رسولُ الله ﷺ القبلة، ورفع يديه، فقال الناس: هلكوا. فقال: "اللهم اهْدِ دوسًا وائتِ بهم، اللهم اهدِ دوسًا وائتِ بهم". وهو حديث صحيح. أخرجه البخاري في الأدب المفرد رقم (٦١١) وفي "رفع اليدين" رقم (١٥٣) والشافعي (٢/ ١٩٩ - ٢٠٠ - ترتيب المسند) والحميدي رقم (١٠٥٠) والطبراني في الكبير رقم (٨٢٢٠) والبيهقي في دلائل النبوة (٥/ ٣٥٩) والبغوي في شرح السنة رقم (١٣٥٢) من طريق سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وأخرجه البخاري رقم (٢٩٣٧) ومسلم رقم (٢٥٢٤) من طرق عن أبي الزناد، به. قال الألباني ﵀ في "صحيح الأدب المفرد" (ص ٢٢٩ - ٢٣٠): "قلت: ليس عندهما - أي البخاري ومسلم في صحيحيهما - قوله: "ورفع يديه" وقد صرح بذلك الحافظ في المكان المشار إليه آنفًا من "الفتح" (١١/ ١٤٢) وإسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد عزاه البيهقي في "دلائل النبوة" للبخاري في "صحيحه" وهو من تساهله كما بينته في "الصحيحة" - (٦/ ١٠٦٣) -. وفي الحديث فائدة هامة وهي: استقبال القبلة بالدعاء؛ ولذلك قال شيخ الإسلام في بعض كتبه: "لا يستقبل بالدعاء إلَّا ما يستقبل بالصلاة". يشير بذلك إلى أنه لا يجوز استقبال القبور بالدعاء كما يفعل بعض الجهلة في المسجد النبوي، فإنهم يستقبلون قبره ﷺ بالدعاء ومن بعيد. ونحوه استقبال الهلال بالدعاء عند إهلاله، فليتنبه لهذا" اهـ. وانظر: "فضّ الوعاء في أحاديث رفع اليدين في الدعاء" للسيوطي بتحقيق الأخ د. محمد شكور بن محمود الحاجي أمرير المياديني.