للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحديث الثاني أخرجه أيضًا ابن حبان (١) والطبراني (٢)، وزاد ابن حبان (١) وأحمد (٣) في رواية: "فأتها ولو حبوًا".

قوله: (أن رجلًا أعمى) هو ابن أمّ مكتوم كما في الحديث الثاني.

قوله: (ليس لي قائد) في الحديث الآخر: "ولي قائد لا يلائمنى" ظاهره التنافي إذا كان الأعمى المذكور في حديث أبي هريرة هو ابن أمّ مكتوم.

ويجمع بينهما إما بتعدّد الواقعة أو بأن المراد بالمنفي في الرواية الأولى القائد الملائم، والمثبت في الثانية القائد الذي ليس بملائم.

قوله: (فرخص له)، إلى قوله: (قال فأجب) قيل: إن الترخيص في أوّل الأمر اجتهاد منه ، والأمر بالإجابة بوحي من الله تعالى.

وقيل: الترخيص مطلق مقيد بعدم سماع النداء.

وقيل: إن الترخيص باعتبار العذر والأمر للندب، فكأنه قال: الأفضل لك والأعظم لأجرك أن تجيب وتحضر فأجب.

قوله: (ولي قائد لا يلائمني) قال الخطابي (٤): يروى في هذا الحديث يلاومني بالواو، والصواب يلائمني (٥): أي يوافقني وهو بالهمزة المرسومة بالواو والهمزة فيه أصلية. وأما الملاومة بالواو فهي من اللوم وليس هذا موضعه.

قوله: (رخصة) (٦) بوزن غرفة وقد تضم الخاء المعجمة بالاتباع، وهي التسهيل في الأمر والتيسير.


(١) في صحيحه رقم (٢٠٦٣).
(٢) في المعجم الصغير (٢/ ٣٤ رقم ٧٣٢، الروض الداني).
قلت: وأخرجه البغوي في شرح السنة رقم (٧٩٦) والحاكم في المستدرك (١/ ٢٤٧) وصححه ابن خزيمة رقم (١٤٨٠).
(٣) في المسند (٣/ ٤٢٣) و (٣/ ٣٦٧).
(٤) في معالم السنن (١/ ٣٧٤ - مع السنن).
(٥) قال ابن الأثير في "النهاية" (٤/ ٢٢٠ - ٢٢١): يلائمني: أي يوافقني ويساعدني، وقد تخفف الهمزة فتصير ياء، ويُروى "يلاومني" بالواو، ولا أصل له، وهو تحريف من الرواة لأنَّ الملاومة مفاعلةٌ من اللَّوْم.
(٦) القاموس المحيط (ص ٨٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>