للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العين والصاد المهملتين. قيل: والمعروف المعصَّب بالتشديد.

قوله: (وكان يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة)، هو مولى امرأة من الأنصار فأعتقته، وكانت إمامته بهم قبل أن يعتق.

وإنما قيل له مولى أبي حذيفة لأنَّه لازم أبا حذيفة [بن عتبة بن ربيعة] (١) بعد أن أعتق فتبناه، فلما نهوا عن ذلك قيل له مولاه. واستشهد سالم باليمامة في خلافة أبي بكر.

قوله: (وكان أكثرهم قرآنًا) إشارة إلى سبب تقديمهم له مع كونهم أشرف منه.

وفي رواية للطبراني (٢): "لأنَّه كان أكثرهم قرآنًا".

قوله: (وكان فيهم عمر بن الخطاب) إلخ، زاد البخاري (٣) في الأحكام: "أبا بكر الصدّيق وزيد بن حارثة وعامر بن ربيعة" واستشكل ذكر أبي بكر فيهم، إذ في الحديث أن ذلك كان قبل مقدم النبيّ وأبو بكر كان رفيقه. ووجَّهه البيهقي (٤) باحتمال أن يكون سالم المذكور استقرّ على الصلاة بهم فيصحّ ذكر أبي بكر.

قال الحافظ (٥): ولا يخفى ما فيه.

وقد استدلّ المصنف بإمامة سالم بهؤلاء الجماعة على جواز إمامة العبد. ووجه الدلالة عليه إجماع أكابر الصحابة القرشيين على تقديمه.

وكذلك استدلّ بإمامة مولى عائشة لأولئك لمثل ذلك (٦).


(١) زيادة من المخطوط (ب).
(٢) في المعجم الكبير (ج ٧ رقم ٦٣٧٢).
(٣) ١٣/ ١٦٧ رقم ٧١٧٥.
(٤) في السنن الكبرى (٣/ ٨٩).
(٥) في الفتح (٢/ ١٨٦).
(٦) • قال ابن المنذر في الأوسط (٤/ ١٥٧): "قال أبو بكر: إمامة العبد جائزة، وإذا استووا في القراءة فالحر أحق بالإمامة من العبد، وإن كان العبد أقرأ فهو أولى بالإمامة لحديث أبي سعيد - تقدم برقم (١٠٧٧) من كتابنا هذا - ولم يذكر حرًا ولا عبدًا، ويدل حديث أبي مسعود - تقدم برقم (١٠٧٨) من كتابنا هذا - عن النبي : "يؤم القوم أقرأهم" على مثل ما دل عليه حديث أبي سعيد والله أعلم" اهـ.
• قال الشافعي في "الأم" (٢/ ٣٢٤ - ٣٢٥): "قال الشافعي : والاختيار أن يُقَدَّم أهل الفضل في الإمامة على ما وصفتُ، وأن يقدم الأحرار على المماليك، وليس =

<<  <  ج: ص:  >  >>