للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: (أقمنا بها عشرًا) هذا لا يعارض حديث ابن عباس (١) وعمران بن حصين (٢) الآتيين لأنهما في فتح مكة، وهذا في حجة الوداع.

[قوله] (٣): (وقال أحمد) إلخ، هذا لا بد منه لما في حديث جابر المذكور في الباب (٤).

ومثله أيضًا حديث ابن عباس عند البخاري (٥) بلفظ: "قدم النبيّ وأصحابه لصبح رابعة يلبون بالحجّ، فأمرهم أن يجعلوها عمرة" الحديث.

قال في الفتح (٦): ولا شكّ أنه خرج من مكة صبح الرابع عشر، فتكون مدّة الإِقامة بمكة ونواحيها عشرة أيام بلياليها كما قال أنس: ويكون مدة إقامته بمكة أربعة أيام لا سوى؛ لأنه خرج منها في اليوم الثامن فصلى بمنى.

وقال الطبري (٧): أطلق على ذلك الإِقامة بمكة؛ لأن هذه المواضع مواضع النسك وهي في حكم التابع بمكة لأنها المقصود بالأصالة، لا يتجه سوى ذلك، كما قال أحمد (٧).

وقال النووي في شرح مسلم (٨): "إن النبيّ قدم مكة في اليوم الرابع فأقام بها الخامس والسادس والسابع وخرج منها في الثامن إلى منى وذهب إلى عرفات في التاسع وعاد إلى منى في العاشر، فأقام بها الحادي عشر والثاني عشر، ونفر في الثالث عشر إلى مكة وخرج منها إلى المدينة في الرابع عشر" فمدّة إقامته في مكة وحواليها عشرة أيام" اهـ.

وقد أشار المصنف (٩) بترجمة الباب إلى الردّ على الشافعي (١٠) حيث قال: إن المسافر يصير بنية إقامة أربعة أيام مقيمًا.


(١) سيأتي رقم (١١٦٨) من كتابنا هذا.
(٢) سيأتي رقم (١١٦٧) من كتابنا هذا.
(٣) ما بين الخاصرتين سقط من المخطوط (ب).
(٤) بإثر كلام أحمد من الحديث رقم (١١٦٥) من كتابنا هذا.
(٥) في صحيحه رقم (١٠٨٥).
(٦) (٢/ ٥٦٢).
(٧) حكاه عنه الحافظ في "الفتح" (٢/ ٥٦٢).
(٨) (٥/ ٢٠٢).
(٩) ابن تيمية الجد في المنتقى (١/ ٦٦٨).
(١٠) الأم (٢/ ٣٥٨) ومعرفة السنن والآثار (٤/ ٢٧٠ رقم ٦١١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>