للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وحكي في البحر (١) عن البعض أنه إجماع، ومنع ذلك مسندًا بأنه قد خالف في ذلك مَنْ تقدّم.

واعترض عليه صاحب المنار (٢) بأنه اعتداد بخلافٍ حادثٍ بعد إجماع الصدر الأوّل.

وأجاب الجمهور عن حديث الباب بأجوبة:

(منها) أن الجمع المذكور كان للمرض، وقوّاه النووي (٣).

قال الحافظ (٤): وفه نظر؛ لأنه لو كان جمعه بين الصلاتين لعارض المرض لما صلى معه إلا من له نحو ذلك العذر.

والظاهر أنه جمع بأصحابه، وقد صرّح بذلك ابن عباس (٥) في روايته.

(ومنها) أنه كان في غيم فصلى الظهر، ثم انكشف الغيم مثلًا فبان أن وقت العصر قد دخل فصلاها.

قال النووي (٦): وهو باطل؛ لأنه وإن كان فيه أدنى احتمال في الظهر والعصر فلا احتمال فيه في المغرب والعشاء.

قال الحافظ (٧): وكأنّ نفيه لاحتمال مبنيّ على أنه ليس للمغرب إلا وقت واحد. والمختار عنه خلافه، وهو أن وقتها يمتدّ إلى العشاء وعلى هذا فالاحتمال قائم.

(ومنها) أن الجمع المذكور صوري بأن يكون أخر الظهر إلى آخر وقتها وعجل العصر في أوّل وقتها.

قال النووي (٨): وهذا احتمال ضعيف أو باطل لأنه مخالف للظاهر مخالفة لا تحتمل.


(١) البحر الزخار (١/ ١٦٩).
(٢) المنار في المختار من جواهر البحر الزخار للمقبلي (١/ ١٣٣).
(٣) في شرحه لصحيح مسلم (٥/ ٢١٨).
(٤) في "الفتح" (٢/ ٢٤).
(٥) تقدم برقم (١١٧٥) من كتابنا هذا.
(٦) في شرحه لصحيح مسلم (٥/ ٢١٨).
(٧) في "الفتح" (٢/ ٢٤).
(٨) في شرحه لصحيح مسلم (٥/ ٢١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>