وخلاصة القول: أن حديث عبد الله بن عباس ضعيف، والله أعلم. (١) أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" رقم (٩٢٩٦ م) بسند ضعيف من حديث أبي هريرة. وأورده (الحداد) في تخريج أحاديث إحياء علوم الدين (٦/ ٢٦١٢ رقم ٤٠٣٣)، وقد عزاه لابن أبي الدنيا في كتاب القبور، وللبيهقي في الشعب عن أبي هريرة مرفوعًا. (٢) أخرج أحمد (٦/ ١٨٠) ومسلم رقم (١٠٢/ ٩٧٤) وابن السني في "عمل اليوم والليلة" رقم (٥٩٢) واللالكائي في الاعتقاد رقم (١٧٦١) والبيهقي في السنن الكبرى (٤/ ٧٨ - ٧٩)، (٥/ ٢٤٩) والبغوي في شرح السنة رقم (١٥٥٦). عن عائشة أنها قالت: كان رسول الله ﷺ (كلما كانَ ليلتُها من رسولِ الله ﷺ) يخرجُ في آخر الليل إلى البقيع. فيقول: "السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأتاكم ما توعدون غدًا مؤجلون، وإنّا إن شاءَ الله بكم لاحقونَ. اللهم اغفِرْ لأهل بقيع الغرقد" (ولم يُقم قتيبة قوله: "وأتاكم"). (٣) يشير المؤلف ﵀ إلى الآية (١٦٩) من سورة آل عمران: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (١٦٩)﴾. واعلم أن حياة الشهداء ثابتة بالنص، وليس ثبوتها بالقياس المستوفي لأركانه، كما ورد النهي الصريح في القرآن عن تسمية الشهيد ميتًا، كما في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (١٥٤)﴾ [البقرة: ١٥٤]. ومع ذلك لم تقتض هذه الحياة شيئًا مما جعلتموه دليلًا على حياة الرسول ﷺ في قبره، فإن نساء الشهيد يجوز نكاحهن بعد موته، وماله مقسوم بين ورثته، ولحمه تأكله الأرض وسباع الوحش والطير والديدان، ومع ذلك فهو حي كما أخبر الله، فرح مستبشر بكرامة الله ورضوانه، فدل هذا على أن حياة الشهداء التي نص عليها القرآن ليست تلك الحياة الجسدية في القبر، ولكنها حياة لأرواحهم عند الله. كما في حديث ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: "لما أصيب إخوانكم - يعني يوم أحد - جعل الله أرواحهم في أجواف =