للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وظاهر حديث جابر (١) وحديث ابن عمر (٢) أنه يجوز للرجل أن يقعد في مكان غيره إذا أقعده برضاه.

ولعلّ امتناع ابن عمر (٣) عن الجلوس في مجلس من قام له برضاه كان تورعًا منه، لأنه ربما استحيا منه إنسان فقام له بدون طيبة من نفسه.

ولكن الظاهر أن من فعل ذلك قد أسقط حقّ نفسه، وتجويز عدم طيبة نفسه بذلك خلاف الظاهر.

ويكره الإيثار بمحلّ الفضيلة كالقيام من الصفّ الأوّل إلى الثاني؛ لأن الإِيثار وسلوك طرائق [الآداب] (٤) لا يليق أن يكون في العبادات والفضائل، بل المعهود أنه في حظوظ النفس [وأمور] (٥) الدنيا، فمن آثر بحظه في أمر من أمور الآخرة فهو من الزاهدين في الثواب.

٣٦/ ١٢١٤ - (وَعَنِ ابْنِ عمَرَ قال: قال رَسُولُ الله : "إذَا نَعَسَ أحَدُكُمْ في مَجْلِسِهِ يَوْمَ الجُمُعَةِ فَلْيَتَحَوَّلْ إلى غَيْرِهِ"، رَوَاهُ أحْمَدُ (٦) والتِّرْمِذِيُّ وصَحَّحَهُ) (٧). [صحيح]

الحديث أخرجه أيضًا أبو داود (٨) عن هناد عن عبدة بن سليمان، وفي إسناده محمد بن إسحاق وهو مدلس وقد عنعن (٩).

وقد أخرجه أيضًا ابن حبان في صحيحه (١٠) معنعنًا.


(١) تقدم برقم (١٢٠٩) من كتابنا هذا.
(٢) تقدم برقم (١٢١٠) من كتابنا هذا.
(٣) تقدم برقم (١٢١١) من كتابنا هذا.
(٤) في المخطوط (أ): (الأدب).
(٥) في المخطوط (ب): (وحظوظ).
(٦) في المسند (٢/ ٢٢)، (٢/ ١٣٥).
(٧) في سننه رقم (٥٢٦) وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
قلت: وأخرجه أبو داود رقم (١١١٩) والحاكم (١/ ٢٩١) وعبد بن حميد رقم (٧٤٧) وابن خزيمة رقم (١٨١٩) وابن حبان رقم (٢٧٩٢) والبيهقي في السنن الكبرى (٣/ ٢٣٧) وفي "المعرفة" رقم (٦٦٣٢) والبغوي في شرح السنة رقم (١٠٧٨) من طرق.
وهو حديث صحيح.
(٨) في سننه رقم (١١١٩) وقد تقدم.
(٩) قلت: وقد صرح بالتحديث في إحدى روايات أحمد.
(١٠) في صحيحه رقم (٢٧٩٢) وقد تقدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>