أخرجه أحمد في المسند (٥/ ٣٨٤) والطيالسي رقم (٤٣٠) وأبو داود رقم (٤٩٨٠) والنسائي في "عمل اليوم والليلة" رقم (٩٨٥) والبيهقي في السنن الكبرى (٣/ ٢١٦) وغيرهم من حديث حذيفة. (٢) في المخطوط (أ): (بتقدم). (٣) قال الشافعي في "الأم" (٢/ ٤١٥ - ٤١٦) كلامًا طيبًا حول هذه المسألة: فقال: "يجوز أن تقول: "ومن يعص الله ورسوله فقد غوى"، لأنك أفردت معصية الله جل وعز، وقلت: "ورسوله" استئناف كلام. وقد قال الله ﵎: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ [النساء: ٥٩]. وهذا وإن كان في سياق الكلام استئناف كلام. قال: ومن أطاع الله فقد أطاع رسوله، ومن عصى الله فقد عصى رسوله، ومن أطاع رسوله فقد أطاع الله، ومن عصى رسوله فقد عصى الله، لأن رسول الله ﷺ عبد من عباده، قام في خَلْق الله بطاعة الله. وفرض الله ﵎ على عباده طاعته، لما وفقه الله تعال من رشده، ومن قال: "ومن يعصهما" كرهت ذلك القول له حتى يفرد اسم الله ﷿، ثم يذكر بعده اسم رسوله ﷺ، لا يذكره إلا منفردًا … ثم قال الشافعي: وابتداء المشيئة مخالفة للمعصية؛ لأن طاعة رسول الله ﷺ ومعصيته تبع طاعة الله ﵎ ومعصيته؛ لأن الطاعة والمعصية منصوصتان بفرض الطاعة من الله ﷿، فأمر بها رسول الله ﷺ فجاز أن يقال فيه: من يطع الله ورسوله، ومن يعص الله ورسوله لما وصفت، والمشيئة إرادة الله تعالى. قال الشافعي: قال الله ﷿: ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (٢٩)﴾ [التكوير: ٢٩]، فأعلم خلقه أن المشيئة له دون خلقه، وأن مشيئتهم لا تكون إلا أن يشاء الله ﷿. فيقال لرسول الله ﷺ: ما شاء الله ثم شئت. ويقال: من يطع الله ورسوله، على ما وصفتُ من أن الله ﵎ تَعبَّدَ الخَلْقَ بأن فرض طاعة رسول الله ﷺ، فإذا أطيع رسول الله ﷺ فقد أطيع الله بطاعة رسوله" اهـ. • وانظر ما قاله القرطبي في "المفهم" (٢/ ٥١٠ - ٥١٢) حول الموضوع نفسه فإنه مفيد.