للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: (فأنزلت هذه الآية) ظاهر في أنها نزلت بسبب قدوم العير المذكورة.

والمراد باللهو على هذا ما ينشأ من رؤية القادمين وما معهم.

ووقع عند الشافعي (١) من طريق جعفر بن محمد عن أبيه مرسلًا: "كان النبي يخطب يوم الجمعة وكان لهم سوق كانت بنو سليم يجلبون إليه الخيل والإِبل والسمن، فقدموا فخرج إليهم الناس وتركوه قائمًا وكان لهم لهو يضربونه فنزلت، ووصله أبو عوانة في صحيحه (٢).

قوله: (انفضوا إليها) قيل النكتة في عود الضمير إلى التجارة دون اللهو أن اللهو لم يكن مقصودًا، وإنما كان تبعًا للتجارة.

وقيل: حذف ضمير أحدهما لدلالة الآخر عليه.

وقال الزجاج (٣): أعيد الضمير إلى المعنى: أي انفضوا إلى الرؤية.

والحديث استدلّ به من قال: إن عدد الجمعة اثنا عشر رجلًا.

وقد تقدم بسط الكلام في ذلك أو الجواب عن هذا الاستدلال] (٤).

وقد استشكل الأصيلي (٥) حديث الباب فقال: إن الله تعالى قد وصف أصحاب محمد بأنهم لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، ثم أجاب باحتمال أن يكون هذا الحديث قبل نزول الآية.

قال الحافظ (٦): وهذا الذي يتعين المصير إليه مع أنه ليس في آية النور التصريح بنزولها في الصحابة وعلى تقدير ذلك فلم يكن تقدم لهم نهي عن ذلك، فلما نزلت آية الجمعة وفهموا منها ذمّ ذلك اجتنبوه، فوصفوا بعد ذلك بما في آية النور.


(١) في المسند رقم (٣٨٤ - ترتيب) بسند ضعيف جدًّا مع إعضاله.
(٢) لم أقف عليه في مسند أبي عوانة: مبتدأ كتاب الجمعة (٢/ ١٢٥ - ١٤٠).
(٣) في "معاني القرآن وإعرابه" (٥/ ١٧٢).
(٤) زيادة من المخطوط (أ).
(٥) ذكره الحافظ في "الفتح" (٢/ ٤٢٥).
(٦) في "الفتح" (٢/ ٤٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>