للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مشروعية الخطبة ثاني يوم النحر، وكان يمكن أن يعلموا يوم التروية جميع ما يأتي بعده من أعمال الحجّ، لكن لما كان في كل يوم أعمال ليست في غيره، شرع تجديد التعليم بحسب تجدّد الأسباب.

وقد بين الزهري - وهو عالم أهل زمانه - أن الخطبة ثاني يوم النحر نقلت من خطبة يوم النحر، وأن ذلك من عمل الأمراء يعني بني أمية، كما أخرج ذلك ابن أبي شيبة (١) عنه، وهذا وإن كان مرسلًا لكنه معتضد بما سبق، وبان به أن السنة الخطبة يوم النحر لا ثانيه.

وأما قول الطحاوي: إنه لم يعلمهم شيئًا من أسباب التحلل، فيردّه ما عند البخاري (٢) من حديث ابن عمرو بن العاص: "أنه شهد النبيّ يخطب يوم النحر"، وذكر فيه السؤال عن تقديم بعض المناسك.

وثبت أيضًا في بعض أحاديث الباب: "أن النبيّ قال: خذوا عني مناسككم" (٣)، فإنه وعظهم وأحال في تعليمهم على تلقي ذلك من أفعاله.

قوله: (ونحن بمنى) أيام منى أربعة: أيام يوم النحر وثلاثة أيام بعده.

وأحاديث الباب مصرّحة بيوم النحر فيحمل المطلق على المقيد ويتعين يوم النحر.

قوله: (ثم قال بحصى الخذف) فيه استعارة القول للفعل، وهو كثير في السنة، والمراد أنه وضع إحدى السبابتين على الأخرى ليريهم أنه يريد حصى الخذف، والخذف بالخاء والذال المعجمتين، ويروى بالحاء المهملة والأول أصوب.

قال الجوهري (٤) في فصل الحاء: حذفته بالعصا: أي رميته بها، وفي فصل


(١) لم أقف عليه.
(٢) في صحيحه رقم (١٧٣٧).
(٣) وهو حديث صحيح.
أخرجه أحمد (٣/ ٣١٨) ومسلم رقم (٣١٠/ ١٢٩٧) وأبو داود رقم (١٩٧٠) والنسائي (٥/ ٢٧٠) وابن خزيمة رقم (٢٨٧٧) والبيهقي (٥/ ١٣٠) والبغوي في شرح السنة رقم (١٩٤٦).
(٤) في الصحاح (٤/ ١٣٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>