للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالحراب ونحو ذلك، فدلّ على تفريغها لذلك مع الحضّ على الذكر، والمشروع منه فيها التكبير فقط.

وتعقبه الزين (١) بأن العمل إنما يفهم منه عند الإِطلاق: العبادة، وهي لا تنافي استيفاء حظّ النفس من الأكل وسائر ما ذكر، فإن ذلك لا يستغرق اليوم والليلة.

وقال الكرماني (٢): الحثّ على العمل في أيام التشريق لا ينحصر في التكبير، بل المتبادر إلى الذهن منه أنه المناسك من الرمي وغيره الذي يجتمع مع الأكل والشرب، انتهى.

والذي يجتمع مع الأكل والشرب لكل أحد من العبادة الزائدة على مفروضات اليوم والليلة هو الذكر المأمور به، وقد فسر بالتكبير كما قال ابن بطال (٣).

وأما المناسك فمختصه بالحاجّ.

ويؤيد ذلك ما وقع في حديث ابن عمر المذكور في الباب (٤) من الأمر بالإكثار فيها من التهليل والتكبير.

وفي البيهقي (٥) من حديث ابن عباس: "فأكثروا فيهنّ من التهليل والتكبير".

ووقع من الزيادة في حديث ابن عباس: "وإنّ صيام يوم منها يعدل صيام سنة، والعمل بسبعمائة ضعف".

وللترمذي (٦) عن أبي هريرة: "يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة،


(١) حكاه عنه الحافظ في "الفتح" (٢/ ٤٦٠).
(٢) في شرحه لصحيح البخاري (٦/ ٧٥).
(٣) في شرحه لصحيح البخاري (٢/ ٥٦١).
(٤) برقم (١٣٠٨) من كتابنا هذا.
(٥) في شعب الإيمان رقم (٣٧٥٨) بسند ضعيف.
(٦) في سننه رقم (٧٥٨) وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن واصل عن النَّهاس.
وهو حديث ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>