للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومن ذلك حديث عليّ: "لا جمعة ولا تشريق إلا في مصر جامع"، أخرجه أبو عبيد (١) بإسناد صحيح إليه موقوفًا.

ومعناه: لا صلاة جمعة ولا صلاة عيد.

قال: وكان أبو حنيفة (٢) يذهب بالتشريق في هذا إلى التكبير في دبر الصلاة يقول: لا تكبير إلا على أهل الأمصار.

قال: وهذا لم [نجد] (٣) أحدًا يعرفه ولا وافقه عليه صاحباه ولا غيرهما.

ومن ذلك حديث: "من ذبح قبل التشريق فليعد"، أي قبل صلاة العيد.

رواه أبو عبيد (٤) من مرسل الشعبي، ورجاله ثقات.

وهذا كله يدل على أن يوم العيد من أيام التشريق.

قوله: (وكان ابن عمر وأبو هريرة، إلخ)، قال الحافظ (٥): لم أره موصولًا،


(١) في غريب الحديث (٣/ ٤٥٢).
قال المحدث الألباني في "الضعيفة" رقم (٩١٧): "لا أصل له مرفوعًا، فيما علمت، إلا قول أبي يوسف في "كتاب الآثار" له رقم (٢٩٧): "وزعم أبو حنيفة أنه بلغه عن النبي أنه قال … " فذكره مرفوعًا. وهذا وهم، واليه أشار أبو يوسف بقوله: "وزعم أبو حنيفة" مع أنه إمامه، على أنه معضل. وقد أشار إلى ما ذكرنا الحافظ الزيلعي في "نصب الراية" بقوله (٢/ ١٩٥): "غريب مرفوعًا. وإنما وجدناه موقوفًا على علي".
وأوهم الحافظ ابن حجر أنه مرفوع، فقال في "التلخيص" (٢/ ١١١): "حديث علي: لا جمعة ولا تشريق إلا في مصر، ضعفه أحمد".
وقال النووي في المجموع (٤/ ٤٨٨): ضعيف جدًّا.
كذا قالا ولم يذكرا من خرجه، ولا إسناده لينظر فيه، وما أظنه إلا وهمًا منهما. ومما يؤكد ذلك أن الإمام أحمد إنما ضعف الموقوف على علي، وأما المرفوع فما ذكره، ولا أعتقد أنه سمع به!.
قال إسحاق بن منصور المروزي في "مسائله عن الإمام أحمد" ص ٢١٩: "ذكرت له قول علي: "لا جمعة ولا تشريق إلا في مصر جامع"؟ قال الأعمش: لم يسمعه من سعد".
ثم ذكر الألباني متابعات لسعد هذا، وخلص إلى أن الأثر سنده صحيح موقوفًا. والله أعلم.
(٢) البناية في شرح الهداية (٣/ ١٤٦).
(٣) في المخطوط ب (أجد).
(٤) في غريب الحديث (٣/ ٤٥٢ - ٤٥٣).
(٥) في "الفتح" (٢/ ٤٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>