للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد أخرج البيهقي (١) وابن منده في المعرفة (٢) الحديث عن صالح بن خوّات عن أبيه عن النبيّ فيمكن أن يكون هو المبهم.

قوله: (يوم ذات الرقاع) هي غزوة نجد لقي بها النبيّ جمعًا من غطفان فتوافقوا ولم يكن بينهم قتال، وصلى النبيّ بأصحابه صلاة الخوف، وسميت ذات الرقاع (٣) لأنها نقبت أقدامهم فلفوا على أرجلهم الخرق.

وقيل: إن [في] (٤) ذلك المحلّ الذي غزوا إليه حجارة مختلفة الألوان كالرقاع المختلفة.

والحديث يدلّ على أن من صفات صلاة الخوف أن يصلي الإِمام في الثنائية بطائفة ركعة، ثم ينتظر [قائمًا] (٥) حتى يتموا لأنفسهم ركعة ويذهبوا فيقوموا وجاه العدوّ، ثم تأتي الطائفة الأخرى فيصلون معه الركعة الثانية، ثم ينتظر [جالسًا] (٦) حتى يتموا لأنفسهم ركعة ويسلم بهم.

وقد حكي في البحر (٧) أن هذه الصفة لصلاة الخوف قال بها عليّ وابن عباس وابن مسعود وابن عمر وأبو هريرة وزيد بن ثابت وأبو موسى وسهل بن أبي حثمة والهادي والقاسم والمؤيد بالله وأبو العباس.

قال النووي (٨): وبها أخذ مالك (٩) والشافعي (١٠) وأبو ثور (١١) وغيرهم، انتهى.


(١) في السنن الكبرى (٣/ ٢٥٢ - ٢٥٣).
(٢) معرفة الصحابة، ابن منده (أبو عبد الله، محمد بن إسحاق ت (٣٩٥ هـ). انظر: معجم المصنفات رقم (٧٧٣ و ٧٩٠ و ١٢٨٢).
(٣) للحديث الذي أخرجه البخاري رقم (٤١٢٨) ومسلم رقم (١٨١٦).
عن أبي موسى ، قال: خرجنا مع النبي في غزوة ونحن ستَّةُ نفرٍ بيننا بعير نعتقِبُهُ، فَنَقِبَتْ أقدامُنَا، ونقبت قدماي وسقطت أظفاري، وكُنَّا نلفُّ على أرجُلِنا الخِرَق، فسميت غزوة ذاتِ الرقاع لما كُنَّا نعصِبُ من الخِرَق على أرجُلنا. وحدث أبو موسى بهذا، ثم كره ذاك، قال: ما كنتُ أصنَعُ بأن أذكرَهُ، كأنه كره أن يكونَ شيء من عملِهِ أفشاه".
(٤) و (٥) و (٦) زيادة من المخطوط (ب).
(٧) البحر الزخار (٢/ ٤٩).
(٨) في شرحه لصحيح مسلم (٦/ ١٢٥).
(٩) المدونة (١/ ١٦١).
(١٠) الأم (٢/ ٤٣٨).
(١١) فقه أبي ثور ص ٢٦٧ - ٢٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>