للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويرد ذلك قوله في حديث ابن عباس (١): "ولم يقضوا ركعة"، وكذا قوله في حديث حذيفة (٢): "ولم يقضوا"، وكذا قوله في حديث ابن عباس الثاني (٣): "وفي الخوف ركعة".

وأما تأويلهم قوله: "لم يقضوا"، بأن المراد منه لم يعيدوا الصلاة بعد الأمن فبعيد جدًّا.

(فائدة) وقع الإِجماع على أن صلاة المغرب لا يدخلها قصر.

ووقع الخلاف هل الأولى أن يصلي الإِمام بالطائفة الأولى ثنتين والثانية واحدة أو العكس.

فذهب إلى الأوّل أبو حنيفة (٤) وأصحابه، والشافعي (٥) في أحد قوليه، والقاسمية (٦).

وإلى الثاني: الناصر (٦) والشافعي (٧) في أحد قوليه.

قال في الفتح (٨): لم يقع في شيء من الأحاديث المروية في صلاة الخوف تعرض لكيفية صلاة المغرب، انتهى.

وقد أخرج البيهقي (٩) عن جعفر بن محمد عن أبيه أن عليًا [] (١٠) صلى المغرب صلاة الخوف ليلة الهرير (١١) انتهى.


(١) تقدم برقم (١٣١٧) من كتابنا هذا.
(٢) تقدم برقم (١٣١٨) من كتابنا هذا.
(٣) تقدم برقم (١٣١٩) من كتابنا هذا.
(٤) البناية في شرح الهداية (٣/ ١٩٧).
(٥) الأم (٢/ ٤٤٢) والمجموع (٤/ ٢٩٨).
(٦) البحر الزخار (٢/ ٥٢).
(٧) المجموع (٤/ ٢٩٨ - ٢٩٩).
(٨) (٢/ ٤٣٤).
(٩) في السنن الكبرى (٣/ ٢٥٢).
(١٠) زيادة من المخطوط (ب).
(١١) الهرير: بالفتح ثم الكسر، من هرير الفرسان بعضهم على بعض كما تهرّ السباع، وهو صوت دون النباح.
ويوم الهرير: من أيامهم، ما أظنه سمي إلا بذلك إلا أنه كان الأغلب على أيامهم أن يسمى بالمكان الذي يكون فيه ذلك. وهو من أيامهم القديمة قبل يوم الهرير بصفين كانت به وقعة بين بكر بن وائل، وبين بني تميم فيه الحارث بن بَيبَة المجاشعي، وكان الحارث من سادات بني تميم، فقتله قيس بن سباع من فرسان بكر بن وائل، فقال شاعرهم:
وعَمرًا وابن بَيْبَة كان منهم … وحاجب فاستكان على الصَّغَار
[معجم البلدان (٥/ ٤٠٣ - ٤٠٤)].

<<  <  ج: ص:  >  >>