(٢) في الطبقات (٣/ ٢٨٣). (٣) كالطبري في تاريخه (٤/ ٩٦). (٤) النهاية لابن الأئير (٢/ ٢٦٢). وتهذيب اللغة للأزهري (١٤/ ١٢٠). (٥) أي الحافظ في "الفتح" (٢/ ٤٩٧). (٦) واعلم أن التوسل إلى الله ﷿ بالرجل الصالح ليس معناه التوسل بذاته وبجاهه وبحقه، بل هو التوسل بدعائه وتضرعه واستغاثته به ﷾. وهذا هو بالتالي معنى قول عمر ﵁: "اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا". أي كنا إذا قل المطر مثلًا نذهب إلى النبي ﷺ ونطلب منه أن يدعو لنا الله جل شأنه. واعلم أيضًا أن عمر ﵁ وهو العربي الأصيل الذي صحب النبي ﷺ ولازمه في أكثر أحواله، وعرفه حق المعوفة، وفهم دينه حق الفهم، ووافقه القرآن في مواضع عدة، لجأ إلى توسل ممكن فاختار العباس ﵁ لقرابته من النبي ﷺ من ناحية، ولصلاحه ودينه وتقواه من ناحية أخرى، وطلب منه أن يدعو لهم بالغيث والسقيا. وما كان لعمر ولا لغير عمر أن يدع التوسل بالنبي ﷺ، ويلجأ إلى التوسل بالعباس أو غيره لو كان التوسل بالنبي ممكنًا. وما كان من المعقول أن يقر الصحابة رضوان الله عليهم عمر على ذلك أبدًا. لأن الانصراف عن التوسل بالنبي ﷺ إلى التوسل بغيره ما هو إلا كالانصراف عن الاقتداء بالنبي ﷺ في الصلاة إلى الاقتداء بغيره سواء بسواء … =