للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وظاهر قوله: "كان إذا [قحطوا] (١) استسقى بالعباس"، أنه فعل ذلك مرارًا كثيرة كما يدلّ عليه لفظ كان، فإن صحّ أنه لم يقع منه ذلك إلا مرّة واحدة كانت (كان) مجرّدة عن معناها الذي هو الدلالة على الاستمرار.

٨/ ١٣٥٠ - (وَعَنِ الشَّعْبِيِّ قالَ: خَرَجَ عُمَرُ يَسْتَسْقِي، فَلَمْ يَزِدْ على الاسْتِغْفَارِ، فَقالُوا: ما رأيْنَاكَ اسْتَسْقَيْتَ، فَقالَ: لَقَدْ طَلَبْت الغَيْثَ بمجاديحِ السَّماءِ الَّذي يُسْتَنزَلُ بِهِ المَطَرُ، ثُم قَرأ: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (١٠) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا﴾ [نوح: ١٠، ١١]، ﴿وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ﴾ [هود: ٩٠] الآية، رَوَاهُ سَعِيدٌ في سُنَنِهِ) (٢).

قوله: (فلم يزد على الاستغفار) فيه استحباب الاستكثار من الاستغفار، لأن منع القطر متسبب عن المعاصي والاستغفار يمحوها فيزول بزوالها المانع من الفطر.

قوله: (بمجاديح) بجيم ثم دال مهملة ثم حاء مهملة أيضًا، جمع مجدح كمنبر. قال في القاموس (٣): مجاديح السماء: أنواؤها، انتهى.

والمراد بالأنواء النجوم التي يحصل عندها المطر عادة، فشبه الاستغفار بها.


= وانظر كلامًا طيبًا ومفيدًا للمحدث الألباني وأسكنه فسيح جنانه - في كتابه "التوسل" ص ٥١ - ٦٨ الشبهة الأولى.
(١) في المخطوط (أ): (أقحطو).
(٢) كما في "الدر المنثور" (٣/ ٣٣٧) ط دار المعرفة بيروت.
والبيهقي في السنن الكبرى (٣/ ٣٥٢)، والمعرفة (٥/ ١٧٤ رقم ٧٢٠٠).
(٣) القاموس المحيط ص ٢٧٥.
وقال ابن الأثير في (النهاية" (١/ ٢٤٣): "المجاديح: واحدها مِجْدَح والياء زائدة للإشباع، والقياس أن يكون واحدها مِجْداح، فأمّا مِجْدَح فجمعه مجادح.
والمِجْدَح: نجم من النجوم: قيل هو الدّبران. وقيل: هو ثلاثة كواكب كالأثافي تشبيهًا بالمِجْدح الذي له ثلاث شُعَب، وهو عند العرب من الأنواء الدَّالَّة على المطر، فجعل الاستغفار مُشبَّهًا بالأنواء مخاطبة لهم بما يعرفونه لا قولًا بالأنواء، وجاء بلفظ الجمع لأنه أراد الأنواء جميعها التي يزعمون أن من شأنها المطر" اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>