للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن دحية (١): لم يختلف في أن الذين غسلوه عليّ والفضل.

واختلف في العباس وأسامة وقثمٍ وشقران، انتهى.

وقد استوفى صاحب التلخيص (٢) الطرق في ذلك، ولم ينقل إلينا أن أحدًا من الصحابة أنكر ذلك فكان إجماعًا منهم.


= عن ابن عباس، قال: لما أجمعَ القومُ لِغَسْلِ رسول الله وليس في البيت إلا أهلُه: عمُّه العباسُ بنُ عبد المطلب، وعليُّ بن أبي طالب، والفضلُ بن العباس، وقُثَمُ بنُ العباس، وأسامةُ بنُ زيد بن حارثة، وصالحٌ مولاه، فلما أجمَعوا الغَسْلَ نادى من وراءِ الباب أوس بن خَوْلِيّ الأنصاري، ثم أحَدُ بني عوف بن الخزرج، وكان بدريًّا، عليَّ بن أبي طالب، فقال له: يا عليُّ، نشَدْتُكَ الله، وحَظَّنَا من رسول الله . قال: فقال له عليٌّ: ادخُلْ. فدخلَ فحضرَ غسْلَ رسولِ الله ، ولم يَلِ من غَسْلِه شيئًا، قال: فأسندَه إلى صَدْرِه، وعليه قميصُه، وكان العباسُ والفضلُ وقُثَمُ يقلبونَه مع علي بن أبي طالب، وكان أسامةَ بنُ زيد، وصالح مولاهما يصُبَّانِ الماءَ، وجعل عليٌّ يَغْسِلُه، ولم يُرَ من رسول الله شيء مما يُرَاهُ من الميِّتِ وهو يقول: بأبي وأمي، ما أطيبكَ حيًّا ومَيتًا! … ".
إسناده ضعيف لضعف حسين بن عبد الله - وهو ابن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب - الهاشمي المدني.
وأخرجه الطبري في تاريخه (٣/ ٢١١ - ٢١٢) بسند ضعيف.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (ج ١ رقم ٦٢٩) من طريق يزيد بن أبي زياد، عن مقسم عن ابن عباس بقصة غسل النبي ، وفيه يزيد بن أبي زياد حسن الحديث على ضعفه.
وأخرج ابن سعد (٢/ ٢٧٧) والبيهقي في "الدلائل" (٧/ ٢٤٣) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، قال: غسل رسول الله علي بن أبي طالب، والفضل بن العباس، وأسامة بن زيد، وكان علي يغسله ويقول: بأبي أنت وأمي، طبت ميتًا وحيًّا.
وأخرج ابن سعد (٢/ ٢٧٧ - ٢٧٨) من طريق المغيرة بن مقسم، عن إبراهيم النخعي قال: غسل رسول الله العباس وعلي والفضل، والعباس يسترهم.
وله شواهد أخرى مرسلة عند ابن سعد في طبقاته (٢/ ٢٧٧ - ٢٨٠).
وخلاصة القول: أن حديث ابن عباس حديث حسن لغيره، والله أعلم.
(١) حكاه عنه الحافظ في "التلخيص" (٢/ ٢١٥).
(٢) (منها): ما أخرجه ابن ماجه رقم (١٤٦٧) والحاكم (١/ ٣٦٢) و (٣/ ٥٩) والبيهقي في السنن الكبرى (٣/ ٣٨٨) و (٤/ ٥٣).
عن علي بن أبي طالب قال: لما غَسَّلَ النبي ذهبَ يلتمسُ منه ما يَلتمِسُ من الميت فلم يجده فقال: بأبي الطيب طبت حيًا وطبتَ ميتًا. =

<<  <  ج: ص:  >  >>