للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد اختلف في الشهيد إذا كان جنبًا أو حائضًا، وسيأتي الكلام على ذلك (١).

وأما سائر من يطلق عليه اسم الشهيد كالطعين والمبطون والنفساء ونحوهم فيغسلون إجماعًا كما في البحر (٢).


(١) خلال شرح الحديث الآتي برقم (٨/ ١٣٨٣) من كتابنا هذا.
(٢) البحر الزخار (٢/ ٩٦).
وقال النووي في "المجموع" (٥/ ٢٢٤): "الشهداء الذين لم يموتوا بسبب حرب الكفار كالمبطون، والمطعون، والغريق، وصاحب الهدم، والغريب، والميتة في الطلق، ومن قتله مسلم أو ذمي أو ما تم في غير حال القتال وشبههم، فهؤلاء يغسلون ويصلى عليهم بلا خلاف.
قال أصحابنا - أي الشافعية : ولفظ الشهادة الواردة فيه المراد به أنهم شهداء في ثواب الآخرة، لا في ترك الغسل والصلاة" اهـ.
قلت: ومن المفيد بيان أن الغسل والصلاة على شهداء ثواب الآخرة، الذين لم يموتوا بسبب حرب الكفار، الواردة بذكرهم الأدلة الصحيحة أو الحسنة:
١ - المبطون: هو الذي يشكو بطنه.
٢ - المطعون: وهو الذي عرض له الطاعون، وهو الداء المعروف.
٣ - الهدم: وهو الذي يقع عليه بناء أو حائط فيموت تحته.
٤ - الغَرِق: وهو الذي يموت بالماء.
٥ - الحرق: وهو الذي يموت بالنار.
٦ - ذات الجنب: دُمَّل أو قُرحة تعرض في جوف الإنسان، تتفجر إلى داخل فيموت صاحبها، وقد تنفجر إلى خارج.
٧ - المرأة تموتُ بِجُمْع: المرأة تموت وولدها في بطنها.
• أخرج البخاري رقم (٦٥٢، ٦٥٣) ومسلم رقم (١٦٤/ ١٩١٤).
عن أبي هريرة: أن رسول الله قال: "بينما رجلٌ يمشي بطريقٍ، وجدَ غُصْنَ شوكٍ على الطريق، فأخَّره، فشكر الله له، فغفر الله له"، وقال: "الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغرِق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله ﷿".
• وأخرج مسلم رقم (١٦٥/ ١٩١٥).
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله : "ما تعدُّون الشهيد فيكم؟ "، قالوا: يا رسول الله! من قُتل في سبيلِ الله فهو شهيد، قال: "إن شهداء أمتي إذًا لقليل"، قالوا: فمن هم يا رسول الله؟! قال: "من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البطن فهو شهيد".
قال ابنُ مِقْسَمٍ: أشهدُ على أبيك، في هذا الحديث: أنه قال: "والغريق شهيد". =

<<  <  ج: ص:  >  >>