للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الحافظ (١): ورجاله ثقات.

وقد أعله الشافعي (٢) بأنه متدافع؛ لأن الشهداء كانوا سبعين فإذا أتي بهم عشرة عشرة يكون قد صلى سبع صلوات فكيف تكون سبعين؟ قال: وإن أراد التكبير فيكون ثمانية وعشرين تكبيرة.

وأجيب بأن المراد صلى عل سبعين نفسًا وحمزة معهم كلهم، فكأنه صلى عليه سبعين صلاة.

وعن ابن مسعود عند أحمد (٣) بلفظ: " [رفع] (٤) الأنصاري وترك حمزة فصلى عليه ثم جيء برجل من الأنصار ووضعوه إلى جنبه فصلى عليه، فرفع الأنصاري وترك حمزة حتى صلى عليه يومئذٍ سبعين صلاة".

وفي الباب أيضًا حديث أبي سلام عن رجل من الصحابة عند أبي داود (٥)، وقد تقدم في باب ترك غسل الشهيد.

هذا جملة ما وقفنا عليه في هذا الباب من الأحاديث المتعارضة.

وقد اختلف أهل العلم في ذلك، قال الترمذي (٦): قال بعضهم: يصلى على الشهيد وهو قول الكوفيين وإسحاق.

وقال بعضهم: لا يصلى عليه وهو قول المدنيين والشافعي وأحمد" اهـ.


(١) في "التلخيص" (٢/ ٢٣٨).
(٢) في الأم (٢/ ٥٩٧).
(٣) في المسند (١/ ٤٦٣) بسند ضعيف؛ لأن الشعبي عامر بن شراحيل لم يسمع من ابن مسعود.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٦/ ١٠٩ - ١١٠) وقال: رواه أحمد، وفيه عطاء بن السائب، وفد اختلط.
قلت: إن حماد بن سلمة قد سمع من عطاء قبل اختلاطه، انظر: "تحرير التقريب". (٣/ ١٤ رقم الترجمة ٤٥٩٢).
وعلة الحديث من جهة الانقطاع كما تقدم.
وخلاصة القول: أن الحديث حسن لغيره، والله أعلم.
(٤) في المخطوط (أ): (وضع) والمثبت من (ب) وهو موافق لما في المسند.
(٥) في سننه رقم (٢٥٣٩). وقد تقدم برقم (٩/ ١٣٨٤) من كتابنا هذا.
(٦) في سننه عقب الحديث رقم (١٠٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>