(وثانيها): أنَّ ذلك خاصّ بأم عطية. وهذا أيضًا فاسدٌ، فإنه لا يخصُّها بتحليل ما كان من قبيل الفواحش كالزنى والخمر. (وثالثها): أنَّ النَّهي عن النياحة إنما كان على جهة الكراهة، لا على جهة الغرم والتحريم، وهذا أيضًا فاسدٌ بما تقدَّم، وبقوله: "أربع في أمتي من أمر الجاهلية"، وبقوله: "النائحة إذا لم تَتُبْ جاءث يوم القيامة وعليها سربالٌ من قِطران ودرعٌ من جَرَب"، وهذا وعيدٌ يدلُّ على أنه من الكبائر. (ورابعها): أن قوله ﷺ: " إلا آلا فلان" ليس فيه نصٌّ على أنها تساعدهم بالنياحة، فيمكنُ أن تساعدهم باللقاء والبكاء الذي لا نياحةَ فيه، وهذا أشبهُ مما قبله. (وخامسها): أن يكونَ قولُه: "إلا آل فلان" إعادة لكلامها على جهة الإنكار والتوبيخ، كما قال للمستأذن حين قال: أنا، فقال ﷺ: "أنا أنا" - البخاري رقم (٦٢٥٠) ومسلم رقم (٢١٥٥) من حديث جابر - منكرًا عليه. ويدلُّ على صحة هذا التأويل ما زاد النسائي - في سننه رقم (١٨٥٢) من حديث أنس وهو حديث صحيح - في حديث بمعنى حديث أم عطية، فقال: "لا إسعادَ في الإسلام" أي على النياحة. والله أعلم" اهـ. (١) في المسند (٢/ ٦٥). قلت: وأخرجه أبو داود رقم (٣١٢٨) والمزي في "تهذيب الكمال" (٦/ ٢١٢). بسند مسلسل بالضعفاء. • وله شاهد من حديث ابن عباس عند البزار رقم (٧٩٣ - كشف) والطبراني في المعجم الكبير رقم (١١٣٠٩) بسند ضعيف. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٣/ ١٣) وقال: رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه الصباح أبو عبد الله ولم أجد من ذكره. • قلت: وينسب للفراء كما جاء عن الطبراني في الكبير (١١/ ١٤٥)؛ المنقول عنه هذه الرواية. وذكره ابن حبان في الثقات (٨/ ٣٢٤) وقال: روى عن جابر الجعفي - شيخه في هذا الحديث - وترجم له ابن منده في الكنى رقم (٤٢٨٤). [الفرائد على مجمع الزوائد (ص ١٥٥ رقم ٢٤٠)].