للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والمتحرّي لدينه في اشتغاله بعيوب نفسه ما يشغله عن نشر مثالب الأموات، وسبّ من لا يدري كيف حاله عند بارئ البريات.

ولا ريب أن تمزيق عرض من قدم على ما قدم وجثا بين يدي من هو بما تكنه الضمائر أعلم مع عدم ما يحمل على ذلك من جرح أو نحوه، أحموقة لا تقع لمتيقظ ولا يصاب بمثلها متدين بمذهب.

ونسأل الله السلامة بالحسنات ويتضاعف عند وبيل عقابها الحسرات.

اللهمّ اغفر لنا تفلتات اللسان والقلم في هذه الشعاب والهضاب، وجنبنا عن سلوك هذه المسالك التي هي في الحقيقة مهالك ذوي الألباب.

قوله: (فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا)، أي وصلوا إلى ما عملوا من خير وشرّ، والربط بهذه العلة من مقتضيات الحمل على العموم.

قوله: (فتؤذوا الأحياء) أي فيتسبب عن سبهم أذية الأحياء من قراباتهم.

ولا يدلّ هذا على جواز سبّ الأموات عند عدم تأذّي الأحياء كمن لا قرابة له، أو كانوا ولكن لا يبلغهم ذلك.

لأن سبّ الأموات منهيّ عنه للعلة المتقدمة ولكونه من الغيبة التي وردت الأحاديث بتحريمها.

فإن كان سببًا لأذية الأحياء فيكون محرمًا من جهتين وإلا كان محرّمًا من جهة.

وقد أخرج أبو داود (١) والترمذي (٢) عن ابن عمر قال: قال رسول الله : "اذكروا محاسن [أمواتكم] (٣) وكفوا عن مساويهم".

وفي إسناده عمران بن أنس المكي (٤) وهو منكر الحديث، كما قال البخاري.


(١) في السنن رقم (٤٩٠٠).
(٢) في السنن رقم (١٠١٩) وقال: حديث غريب.
(٣) كذا في المخطوط (أ) و (ب): و"موتاكم" عند الترمذي وأبي داود.
(٤) عمران بن أنس، أبو أنس المكي: ضعيف. من السابعة (د ت).
[التقريب رقم الترجمة (٥١٤٤)]. وانظر: "تهذيب التهذيب" (٣/ ٣١٤ - ٣١٥).
والخلاصة: أن حديث ابن عمر حديث ضعيف، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>