للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: (فلا تنسوا ثوابها حتى تقولوا)، كأنه جعل هذا القول نفس الثواب لما كان له دخل في زيادة الثواب.

قوله: (اللهم صل عليهم)، في رواية: "على آل فلان"، وفي

أخرى: "على فلان".

قوله: (على آل أبي أوفى) يريد أبا أوفى نفسه؛ لأن الآل يطلق على ذات الشيء، كقوله في قصة أبي موسى: "لقد أوتي مزمارًا من مزامير آل داود" (١).

وقيل: لا يقال ذلك إلّا في حقّ الرجل الجليل القدر.

واسم أبي أوفى علقمة بن خالد بن الحارث الأسلمي، شهد هو وابنه عبد الله بيعة الرضوان تحت الشجرة.

واستدل بهذا الحديث على جواز الصلاة على غير الأنبياء، وكرهه مالك والجمهور (٢).

قال ابن التين (٣): وهذا الحديث يعكر عليه.

وقد قال جماعة من العلماء: يدعو أخذ الصدقة للتصدق بهذا الدعاء لهذا الحديث.

وأجيب عنه بأن أصل الصلاة الدعاء (٤) إلا أنه يختلف بحسب المدعو له، فصلاة النبي على أمته دعاء لهم بالمغفرة، وصلاة أمته عليه دعاء له بزيادة


(١) أخرجه البخاري رقم (٥٠٤٨) ومسلم رقم (٢٣٦/ ٧٩٣) من حديث أبي موسى.
(٢) المجموع شرح المهذب (٦/ ١٤٦ - ١٤٧).
(٣) حكاه عنه الحافظ في "الفتح" (٣/ ٣٦٢).
(٤) قال الراغب الأصفهاني في "مفرداته" (ص ٤٩٠ - ٤٩١): قال كثير من أهل اللغة: الصلاة، هي الدعاء والتبريك والتمجيد.
وصلا الله للمسلمين هو في التحقيق: تزكيته إيّاهم. وقال: ﴿أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ﴾ [البقرة: ١٥٧].
ومن الملائكة هي الدعاءُ والاستغفار كما هي من الناس، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ﴾ [الأحزاب: ٥٦].
والصلاة التي هي العبادة المخصوصة، أصلها الدعاء، وسميت هذه العبادة بها كتسمية الشيء باسم بعض ما يتضمنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>