للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وصاحب "ضوء النهار" (١) من أنه لم يقل أحد من العلماء بأن الحاجم يفطر.

ومن القائلين بأنه يفطر الحاجم والمحجوم له أبو هريرة وعائشة.

قال الزعفراني: إن الشافعي (٢) علق القول به على صحة الحديث، وبذلك قال الداودي من المالكية (٣).

وذهب الجمهور إلى أن الحجامة لا تفسد الصوم، وحكاه في البحر (٤) عن جماعة من الصحابة منهم: عليّ وابنه الحسن وأنس وأبو سعيد الخدري، وزيد بن أرقم، وعن العترة وأكثر الفقهاء والحسن البصري وعطاء والصادق.

قال الحازمي (٥): "ممن روينا عنه ذلك من الصحابة سعد بن أبي وقاص، والحسن بن عليّ، وابن مسعود، وابن عباس، وزيد بن أرقم، وابن عمر، وأنس، وعائشة وأم سلمة.

ومن التابعين والعلماء: الشعبي، وعروة، والقاسم بن محمد، وعطاء بن يسار، وزيد بن أسلم، وعكرمة، وأبو العالية وإبراهيم وسفيان ومالك، والشافعيّ وأصحابه إلا ابن المنذر".

وأجابوا عن الأحاديث المذكورة بأنها منسوخة بالأحاديث التي ستأتي.

وأجيب عن ذلك بما سنذكره في شرحها.

وأجابوا أيضًا بما أخرجه الطحاوي (٦) وعثمان الدارمي (٧) والبيهقي في


= باللفظ. وينقل الخلافات من "البحر الزخار" للإمام المهدي: أحمد بن يحيى، وفي بعض الأقوال من "نهاية ابن رشد". ويترك التعرض للترجيح في غالب الحالات، وهو ثمرة الاجتهاد. وعلى كل حال فهو شرح مفيد، وقد اختصره السيد العلامة: محمد بن إسماعيل الأمير. وسمَّى المختصر "سبل السلام الموصلة إلى بلوغ المرام"، وقد طبع بتحقيقي ولله الحمد والمنة.
وأما "البدر التمام شرح بلوغ المرام"، لا يزال مخطوطًا أعانني الله على تحقيقه ونشره.
(١) (٢/ ٤٣٧).
(٢) في "الأم" (٣/ ٢٤٢).
(٣) حكاه الحافظ في "الفتح" (٤/ ١٧٤) عنه.
(٤) البحر الزخار (٢/ ٢٥٣).
(٥) في الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار (ص ٣٥٤).
(٦) في شرح معاني الآثار (٢/ ٩٨، ٩٩).
(٧) في مسنده المعروف بسنن الدارمي (٢/ ١٤، ١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>