للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والحديث المذكور قد ثبت كما تقدم ولكنها لا تقوم به الحجة على إفطار من أصبح في حضر مسافرًا؛ لأن بين الكديد والمدينة ثمانية أيام، بل هو حجة على أنه يجوز لمن صام أيامًا في سفره أن يفطر، وقد ترجم البخاري (١) عليه باب: إذا صام أيامًا من رمضان ثم سافر.

والذي تقوم به الحجة على جواز إفطار من أصبح في حضر مسافرًا هو حديث الباب (٢).

وكذلك حديث جابر (٣) المتقدم في الباب الأول كما تقدم تحقيق ذلك.

قال المصنف (٤) بعد أن ساق الحديث: قال شيخنا عبد الرزاق بن عبد القادر: صوابه خيبر أو مكة لأنه قصدهما في هذا الشهر، فأما حنين فكانت بعد الفتح بأربعين ليلة، انتهى.

والفتح كان لعشر بقين من رمضان، وقيل: لتسع عشرة ليلة خلت منه.

قال في الفتح (٥): وهو الذي اتفق عليه أهل السير، وكان خروجه من المدينة في عاشر رمضان، فإذا كانت حنين بعده بأربعين ليلة لم يستقم أن يكون السفر إليها في رمضان.

١٣/ ١٦٨٩ - (وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: أَتَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فِي رَمَضَانَ وَهُوَ يُرِيدُ سَفَرًا وَقَدْ رُحِّلَتْ لَهُ رَاحِلَتُهُ وَلَبِسَ ثِيَابَ السَّفَرِ فَدَعَا بِطَعَامٍ فَأَكَلَ، فَقُلْتُ لَهُ: سُنَةٌ؟ فَقَالَ: سُنَّةٌ ثُمَّ رَكِبَ. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ) (٦). [صحيح لغيره]

١٤/ ١٦٩٠ - (وَعَنْ عُبَيْدِ بْنِ جَبْرٍ قَالَ: رَكِبْتُ مَعَ أَبي بُصْرَةَ الغِفَارِيّ فِي سَفِينَةٍ مِنَ الْفُسْطَاطِ فِي رَمَضَانَ فَدَفَعَ، ثُمَّ قَرَّبَ غَدَاءَهُ ثُمَّ قَالَ: اقْتَربَ، فَقُلْتُ:


(١) في صحيحه (٤/ ١٨٠ رقم الباب (٣٤) - مع الفتح).
(٢) برقم (١٢/ ١٦٨٨) من كتابنا هذا.
(٣) برقم (١٦٨٥) من كتابنا هذا.
(٤) ابن تيمية الجد في "المنتقى" (٢/ ١٨٤).
(٥) فتح الباري (٤/ ١٨١).
(٦) في سننه رقم (٧٩٩) وهو حديث صحيح لغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>