للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٨/ ١٧٠٤ - (وَعَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: بَيْنَا أَنا جالِسٌ عِنْدَ رَسُولِ الله إِذْ أَتَتْهُ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: إِنِّي تَصَدَّقْتُ عَلَى أُمِّي بِجَارِيَةٍ وإِنَّهَا مَاتَتْ فَقَالَ: "وَجَبَ أجْرُكِ وَرَدَّهَا عَلَيْكِ المِيرَاثُ"، قَالَتْ: يَا رَسُولَ الله إِنَّهُ كَانَ عَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ أَفأصُومُ عَنْهَا؟ قَالَ: "صُومِي عَنْهَا"، قَالَتْ: إنَّهَا لَمْ تَحُجَّ قَطُّ أَفَأَحُجُّ عَنْهَا؟ قَالَ: "حُجِّي عَنْهَا"، رَوَاهُ أَحْمَدُ (١) وَمُسْلِمٌ (٢) وَأَبُو دَاوُدَ (٣) وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ (٤).

وَلمُسْلِمٍ فِي رِوَايَةٍ (٥): صَوْمُ شَهْرَيْنِ). [صحيح]

قوله: (إن امرأة) هي من جهينة كما في البخاري.

قوله: (وعليها نذر صوم)، في رواية للبخاري (٦): "وعليها صوم شهر"، وفي أخرى له: "أنه أتى رجل فسأل"، وفيه رواية (٧) له أيضًا: "وعليها خمسة عشر يومًا"، وفي رواية له أيضًا: "وعليها صوم شهرين متتابعين".

قال في الفتح (٨): وقد ادعى بعضهم أن هذا اضطراب من الرواة، والذي يظهر تعدد الواقعة، وأما الاختلاف في كون السائل رجلًا أو امرأة والمسؤول عنه أختًا أو أمًا فلا يقدح في موضع الاستدلال من الحديث.

قوله: (أرأيت) إلخ، فيه مشروعية القياس وضرب الأمثال ليكون أوضح وأوقع في نفس السامع وأقرب إلى سرعة فهمه.

وفيه تشبيه ما اختلف فيه وأشكل بما اتفق عليه.

وفيه أنه يستحب للمفتي التنبيه على وجه الدليل إذا ترتب على ذلك مصلحة وهو أطيب لنفس المستفتي وأدعى لإذعانه، وسيأتي مثل هذا في الحج إن شاء الله.


(١) في المسند (٥/ ٣٥٩).
(٢) في صحيحه رقم (١٥٧/ ١١٤٩).
(٣) في سننه رقم (٢٨٧٧).
(٤) في سننه رقم (٦٦٧).
(٥) في صحيحه رقم (١٥٨/ ١١٤٩).
وهو حديث صحيح.
(٦) في صحيحه رقم (١٩٥٣).
(٧) أي للبخاري رقم (١٩٥٣).
(٨) في "الفتح" (٤/ ١٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>