للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أشار إلى ذلك الترمذي (١).

قوله: (فصم ثلاثة عشرة .. ) إلخ، فيه دليل على استحباب صوم أيام البيض وهي الثلاثة المعينة في الحديث.

وقد وقع الاتفاق بين العلماء على أنه يستحب أن تكون الثلاث المذكورة في وسط الشهر كما حكاه النووي (٢).

واختلفوا في تعيينها، فذهب الجمهور إلى أنها ثالثءعشر، ورابع عشر، وخامس عشر.

وقيل: هي الثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر.

وحديث أبي ذر المذكور في الباب (٣) وما ذكرناه من الأحاديث الواردة في معناه يرد ذلك.

قوله: (ثلاث من كل شهر .. ) إلخ، اختلفوا في تعيين هذه الثلاثة الأيام المستحبة من كل شهر، ففسرها عمر بن الخطاب، وابن مسعود، وأبو ذر، وغيرهم من الصحابة وجماعة من التابعين وأصحاب الشافعي (٤) بأيام البيض.


• وقد جمعت كتابًا بعنوان "اللباب في تخريج المباركفوري لقول الترمذي: وفي الباب" وطبع في دار إحياء التراث سنة ١٤١٩ هـ - ١٩٩٩ م.
كما بدأت في تأليف كتاب آخر بعنوان "لب اللباب في قول الترمذي وفي الباب" وحاولت أن أجمع الأحاديث في الباب الواحد، وأقوم بتخريجها تخريجًا متوسطًا مستدركًا معظم الأحاديث التي فاتت من كتب قبلي في هذا الموضوع أعانني الله على إتمامه.
(١) في السنن (٣/ ١٣٥).
(٢) في شرحه لصحيح مسلم (٨/ ٤٩).
(٣) تقدم برقم (١٧٣٥) من كتابنا هذا.
(٤) قال النووي في "المجموع" (٦/ ٤٣٦): "واتفق أصحابنا على استحباب صوم أيام البيض، قالوا هم وغيرهم: وهي اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، هذا هو الصحيح المشهور الذي قطع به الجمهور من أصحابنا وغيره، وفيه وجه لبعض أصحابنا حكاه الصيمري والماوردي والبغوي وصاحب البيان وغيرهم أنها الثاني عشر، والثالث عشر، والرابع عشر، وهذا شاذ ضعيف يرده الحديث السابق في تفسيرها، وقول أهل اللغة أيضًا وغيرهم.
وأما سبب تسمية هذه الليالي بيضًا، فقال ابن قتيبة والجمهور: لأنها تبيض بطلوع الفمر من أولها إلى آخرها، وقيل: غير ذلك" اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>