للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: (رؤياكم) قال عياض (١): كذا جاء بإفراد الرؤيا، والمراد مرائيكم لأنها لم تكن رؤيا واحدة وإنما أراد الجنس.

قال ابن التين (٢): كذا روي بتوحيد الرؤيا وهو جائز لأنها مصدر.

قوله: (تواطأت) بالهمز: أي توافقت وزنًا ومعنى.

وقال ابن التين (٢): بغير همز، والصواب بالهمز، وأصله أن يطأ الرجل برجله مكان وطء صاحبه.

وفي الحديث دلالة على عظم قدر الرؤيا وجواز الاستناد إليها في الاستدلال على الأمور الوجودية بشرط أن لا يخالف القواعد الشرعية، هكذا في الفتح (٣).

قوله: (تحروا ليلة القدر)، في رواية للبخاري (٤): "التمسوا"، وفي حديث عائشة دليل على أن ليلة القدر في أوتار العشر الأواخر. وقد تقدم أنه القول الراجح.

فائدة: قال الطبري (٥): في إخفاء ليلة القدر دليل على كذب من زعم أنه يظهر في تلك الليلة للعيون ما لا يظهر في سائر السنة، إذ لو كان حقًّا لم يخف على كل من قام ليالي السنة فضلًا عن ليالي رمضان.

وتعقبه ابن المنير (٦) بأنه لا ينبغي إطلاق القول بالتكذيب لذلك، بل يجوز أن يكون ذلك على سبيل الكرامة (٧) لمن شاء الله من عباده فيختص بها قوم دون قوم، والنبيّ لم يحصر العلامة ولم ينف الكرامة.


(١) قال القاضي عياض في "مشارق الأنوار" (ص ٢٧٧): "وقوله أرى رؤياكم قد تواطأت كذا جاء على الإفراد والمراد به رُؤاكم لأنها لم تكن رؤيا واحدة ولكنه أراد الجنس".
(٢) حكاه الحافظ في "الفتح" (٤/ ٢٥٧).
(٣) (٤/ ٢٥٦ - ٢٥٧).
(٤) في صحيحه رقم (٢٠٢٢).
(٥) حكاه عنه الحافظ في "الفتح" (٤/ ٢٦٧).
(٦) ذكره الحافظ في "الفتح" (٤/ ٢٦٧).
(٧) انظر: معنى الكرامة لغة وشرعًا، والفرق بين المعجزة والكرامة في تحقيقنا للرسالة رقم (٢٦) من كتابنا الفتح الرباني من فتاوى الشوكاني (٢/ ١٠٦٧ - ١٠٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>