للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد أعلّه بعضهم بأن العراق لم تكن فتحت حينئذ.

قال ابن عبد البرّ (١): هي غفلة لأن النبي وقّت المواقيت لأهل النواحي قبل الفتوح لكونه علم أنها ستفتح فلا فرق في ذلك بين الشام والعراق.

وبهذا أجاب الماوردي (٢) وآخرون.

وقد ورد ما يعارض أحاديث الباب، فأخرج أبو داود (٣) والترمذي (٤) عن ابن عباس: "أن النبيّ وقّت لأهل المشرق العقيق"، وحسنه الترمذي (٥)، ولكن في إسناده يزيد بن أبي زياد، قال النووي (٦): ضعيف باتفاق المحدّثين.

قال الحافظ (٧): في نقل الاتفاق نظر يعرف من ترجمته. انتهى.

ويزيد المذكور أخرج حديثه أهل السنن الأربع ومسلم مقرونًا بآخر.

قال شعبة: لا أبالي إذا كتبت عن يزيد أن لا أكتب عن أحد وهو من كبار الشيعة وعلمائها، ووصفه في الميزان (٨) بسوء الحفظ.

وقد جمع بين هذا الحديث وبين ما قبله بأوجه.

(منها) أن ذات عرق ميقات الوجوب، والعقيق ميقات الاستحباب لأنه أبعد من ذات (٩) عرق.


(١) في التمهيد (٨/ ٧١).
(٢) في "كتاب الحج" من الحاوي الكبير (١/ ٣٥٠ - ٣٥٢).
(٣) في سننه رقم (١٧٤٠).
(٤) في سننه رقم (٨٣٢).
(٥) في السنن (٣/ ١٩٤).
(٦) في المجموع (٧/ ١٩٨).
(٧) في "التلخيص" (٢/ ٤٣٧).
• يزيد بن أبي زياد، أحد علماء الكوفة المشاهير على سوء حفظه.
قال يحيى والنسائي: ليس بالقوي، وقال يحيى أيضًا: لا يحتج به.
وقال أحمد: ليس بذاك. وقال الحافظ ضعيف (م ٤).
[التاريخ الكبير (٨/ ٣٣٤) والمجروحين (٣/ ٩٩) والجرح والتعديل (٩/ ٢٦٥) والميزان (٤/ ٤٢٣) والتقريب (٢/ ٣٦٥)].
(٨) الميزان (٤/ ٤٢٣).
(٩) ذات عِرْق: وتسمى: العقيق، وهو ميقات أهل العراق. ويسمى اليوم "الضريبة" لقربها من وادي الضريبة، وتقع على بعد (١٠٠) كيلومترًا إلى الشمال الشرقي من مكة، قريبًا من أعلى وادي العقيق. =

<<  <  ج: ص:  >  >>