للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهذه الطرق يقوّي بعضها بعضًا، وبها يردّ على ابن خزيمة (١) حيث قال في ذات عرق: أخبار لا يثبت منها شيء عند أهل الحديث، وعلى ابن المنذر (٢) حيث يقول: لم نجد في ذات عرق حديثًا يثبت.

قال في الفتح (٣): لعلّ من قال: إنه غير منصوص لم يبلغه، أو رأى ضعف الحديث باعتبار أن كل طريق منها لا يخلو عن مقال.

قال (٤): لكن الحديث بمجموع الطرق يقوى. وممن قال بأنه غير منصوص وإنما أجمع عليه الناس طاوس (٥)، وبه قطع الغزالي (٦) والرافعي في "شرح المسند" (٧) والنووي في شرح مسلم (٨)، وكذا وقع في المدونة لمالك.

وممن قال بأنه منصوص عليه الحنفية (٩) والحنابلة (١٠) وجمهور الشافعية (١١)، والرافعي في "الشرح الصغير" (١٢) والنووي في "شرح المهذّب" (١٣).


= قلت: وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (٥/ ٢٨) والدارقطني (٢/ ٢٣٦) كلهم من طريق يزيد بن هارون أنبأ الحاج عن عطاء، عن جابر بن عبد الله، وعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قالا: وقت رسول الله وذكر الحديث. وقال: "لأهل العراق ذات عرق".
وصحح أبو الأشبال سنده في تعليقه على المسند (ج ١٠/ رقم ٦٦٩٧) وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٢/ ٢١٦) وقال: فيه الحجاج بن أرطاة وفيه كلام وقد وثق". اهـ.
(١) في صحيحه (٤/ ١٦٠).
(٢) ذكره الحافظ في "الفتح" (٣/ ٣٩٠).
(٣) (٣/ ٣٨٩ - ٣٩٠).
(٤) أي الحافظ في "الفتح" (٣/ ٣٩٠).
(٥) أخرج الشافعي في الأم (٣/ ٣٤٢ رقم ١٠٠٨) وفي مسنده رقم (٧٦٠) وهو مرسل بسند ضعيف، وقد تقدم.
وقال الشافعي: ولا أحسبه إلا كما قال طاوس، والله أعلم.
(٦) الوسيط (٢/ ٦٠٧).
(٧) الرافعي عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم القزويني، (ت ٦٢٣ هـ).
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (٢٢/ ٢٥٣): في مجلدين، تعب عليه".
(٨) له (٨/ ٨١).
(٩) البناية في شرح الهداية (٤/ ٢٧).
(١٠) المغني (٥/ ٥٧ - ٥٨).
(١١) المجموع شرح المهذب (٧/ ١٩٧ - ١٩٨).
(١٢) الرافعي عبد الكريم بن محمد، وهو شرح صغير على "الوجيز" للغزالي، راجع: السير (٢٢/ ٢٥٣).
(١٣) المجموع شرح المهذب (٧/ ١٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>